12- ونقرأ في رواية اخرى عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله في حديثه
لعبداللَّه بن مسعود في مسألة ذم الرهبانية والعزلة عن المجتمع وأنّه كان في بني
اسرائيل نوع من الرهبانية في ظروف خاصة واستثنائية لم تكن من صميم الديانة
المسيحية، قال ابن مسعود: كنت رديف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على حمار.
فقال: يابن ام عبد هل تدري من أين احدثت بنو اسرائيل الرهبانية.
فقلت: اللَّه ورسوله أعلم.
فقال صلى الله عليه و آله: «ظَهَرَتْ
عَلَيهِم الجَبابِرَةٌ بَعدَ عِيسى يَعمَلُونَ بِمَعاصِي اللَّهِ فَغَضِبَ أَهلَ
الإِيمانِ فَقاتَلُوهُم فَهُزِمَ أَهلِ الإِيمانِ ثَلاثَ مَرّاتِ فَلَم يَبقَ
مِنهُم إلّاالقَلِيلَ فَقَالُوا إِنْ ظَهرنا لِهَؤلاءِ أَفنونا وَلَم يَبقَ
لِلدِّينِ أَحَدٌ يَدعُو إِلَيهِ، فَتعالُوا نَتَفَرَّقُ فِي الأَرضِ إِلى أِنْ
يَبعَثَ اللَّهُ النَّبِيَّ الَّذِي وَعَدنا بِهِ عِيسى عليه السلام يَعنُونَ
مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله فَتَفَرَّقُوا فِي غِيرانِ الجِبالِ وَأَحدَثُوا
رَهبانِيَّةَ»[2].
وعلى أية حال لم تكن الرهبانية من صميم الديانة المسيحية، بل كانت سلوكاً
خاصاً ظهر في ظروف خاصة على بعض أنصار السيد المسيح عليه السلام حفاظاً على
أنفسهم.