responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 40

وأمّا آثارها السلبيّة فليست خافيةً على أحد، فهي تورط الإنسان في مشاكل بعيدة عنه كل البعد، كما تورط بنو اسرائيل بالبقرة من خلال البحث عن التفاصيل الدقيقة في دائرة الطاعة وامتثال الأمر، وما ترتب من صعوبة البحث عنها وثمنها الباهض، فقد جاء في الحديث أنّهم جمعوا أموالهم كلها لشرائها، وبعدها جاؤوا لموسى عليه السلام يبكون ويشتكون بأننا قد أفلسنا وافتقرت قبيلتنا وأصبحنا نستعطي من الناس بسبب العناد، فَرَقَّ لهم النبي موسى‌ عليه السلام وعلّمهم دعاءً يعينهم على مشاكلهم‌ [1].

ومن افرازات هذه الرذيلة ومردوداتها السلبية على النفس هو الحرمان من فهم الحقائق التي تتولى تهيئة الأرضية لتكامل الإنسان، لأنّ اللجاج لا يعطي الفرصة للإنسان لإصلاح الخطأ والإذعان للحقائق، وعلى أثرها لا يستطيع التقدم والرقي في درجات الكمال.

والأثر الثالث لهذا الخلق الردي‌ء، هو العزلة الاجتماعية وابتعاد الناس عن الشخص الذي يعيش حالة العناد، فالناس عموماً لا يحبّون اللجوج وينفرون منه، وليس لديهم استعداد للتعاون معه والدخول معه في أجواء حقيقية من التكافل الاجتماعي، لأنّ التعاون الاجتماعي يحتاج للمرونة والسماحة وغض النظر، وهي أمور لا تتوفر في اللجوج.

وفوق هذا وذاك فمثل هؤلاء الأشخاص المغرورين ينعتون بالجهل وخفّة العقل في المجتمع، ونفس سوء السمعة هذهِ يكون سبباً في عزلتهم وانزوائهم، كما هو معروف في حديث دعائم الكفر عن الإمام علي عليه السلام حيث قال: «وَمَنْ نازَعَ فِي الرَّأي وَخاصَمَ شَهُرَ بِالمَثلِ (بالفشل) مِنْ طُولَ اللِّجاجِ» [2].

وخلاصة القول أنّ اللجاج والمماراة يبعد الإنسان عن اللَّه والناس، بل حتى عن نفسه، ولن تصبح للإنسان مكانةً بين الناس إلّابترك هذا الخلق السيّ‌ء.

الفرق بين الإستقامة واللجاج:

إذا ما اختار الإنسان طريق الخير ومسير الحق وثبت عليه، فيكون قد عَمِل بأفضل‌


[1]. بحار الانوار، ج 13، ص 272.

[2]. بحار الانوار، ج 69، ص 119.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست