responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 221

والأسباب في شقاء الإنسان وإنحطاطه هو نقض العهد وعدم الوفاء به.

الوفاء بالعهد في الروايات الإسلامية:

وقد وردت في النصوص الدينية تعبيرات مهمّة ورائعة جدّاً في هذا الباب يمكنها أن تكون درساً لنا في تبيين معالم هذه الصفة الأخلاقية الكريمة.

وهنا نختار بعض النماذج من هذه الأحاديث لنضعها بين يدي القاري‌ء الكريم:

1- ما ورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قوله في جملة مختصرة: «لا دِينَ لِمَنْ لاعَهدَ لَهُ» [1].

وهذا التعبير يشير إلى أنّ جميع معالم الدين وأركانه يتلخص بالوفاء بالعهد بالنسبة إلى الخالق والخلق وعلى الأقل أنّه أحد الأركان المهمّة للدين، ولذلك ورد في حديث آخر عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: «أَصلُ الدِّينِ أَداءُ الأَمانَةِ وَالوَفَاءِ بِالعُهُودِ» [2].

2- وفي حديث آخر عن أميرالمؤمنين عليه السلام أيضاً: «ما أَيقَنَ بِاللَّهِ مَنْ لَم يَرع عُهُودِهِ وَذِمَّتِهِ» [3].

لأنّ الناقض للعهد يرى منافعه ومصالحه في دائرة عصيان اللَّه تعالى ومخالفته، وهذا إنّما يدلّ على عدم توحيده واهتزاز عقيدته في دائرة التوحيد الأفعالي.

3- ونقرأ في عهد الإمام علي عليه السلام المعروف لمالك الأشتر رضى الله عنه حيث أَكّد الإمام علي عليه السلام على مسألة الوفاء بالعهد في مقابل أي إنسان وأي طائفة من البشر باعتباره من أهم المسائل على مستوى الحكومة والتعامل مع الناس حيث قال: «وإنَّ عَقَدتَ بَينَكَ وَبَينَ عَدُوِّكَ أَو أَلبَستَهُ مِنكَ ذِمَّةً فَحُطَّ عَهدَكَ بِالوَفاءِ وَارعَ ذِمَّتَكَ بِالأَمانِةِ، وَاجعَلْ نَفسَكَ جُنَّةً دُونَ ما أَعطَيتَ فَإِنَّهُ لَيسَ مِنْ فَرائِضِ اللَّهِ شَي‌ءٌ النَّاسُ أَشَدُّ عَلَيهِ إِجتِماعاً مَعَ تَفَرُّقِ أَهوائِهِم وَتَشَتُّتِ آرائِهِم مِنْ تَعظِيمِ الوَفاءِ بِالعُهُودِ وَقَدْ لَزِمَ ذَلِكَ المُشرِكُونَ فِيما بَينَهُم دُونَ المُسلِمِينَ لِمَا


[1]. بحار الانوار، ج 69، ص 198، ح 26.

[2]. غرر الحكم.

[3]. المصدر السابق.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست