responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 214

عليهم مراعاة عهده والوفاء به.

«الآية الثانية» تستعرض صفات المؤمنين الحقيقيين وتفتتح السورة آياتها بالقول «قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ» ثم تذكر سبع صفات من الصفات المهمّة والأساسية للمؤمنين، وفي الصفة الخامسة والسادسة تقول: «وَالَّذِينَ هُمْ لِامَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ».

وفي هذه الآية والتي وردت في القرآن الكريم في سورتين نجد أنّها أشارت إلى الأمانة والعهد بصورة مقترنة، ولعل ذلك إشارة إلى أنّ الأمانات هي نوع من العهد والميثاق كما أنّ العهد هو نوع من الأمانة.

والتعبير بكلمة (راعون) المأخوذة في الأصل من (رعى) يتضمّن مفهوماً أعمق من مفهوم الوفاء بالعهد، لأنّ الرعاية والمراعاة تأتي بمعنى المراقبة الكاملة من موقع المحافظة بحيث لا يصل أي مكروه أو ضرر للشي‌ء، فالإنسان الذي قبل الأمانة أو ارتبط مع غيره بعهد وميثاق يجب عليه مراعاته بحيث لا يصل أي ضرر لهذه الأمانة والعهد.

وطبعاً فإنّ الأمانة لها مفهوم واسع جدّاً وكذلك العهد أيضاً حيث ستأتي الإشارة إلى ذلك لاحقاً.

«الآية الثالثة» تتحدّث عن مسألة لزوم الوفاء بالعهد بتعبير جديد وتقول: «وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا».

وقد ذكر المفسّرون تفسيرات عديدة في جملة «إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا».

أحدها: ما ذكرنا آنفاً من أنّ الإنسان هو المسؤول، والعهد مسؤول عنه، يعني أنّه يسأل الإنسان عن وفائه بعهده.

والآخر: أنّ نفس العهد يكون مسؤولًا، كما ورد في عبارة الموؤدة التي يسأل عنها «إذا المَوؤُدةُ سُئِلتْ» وكأنّه إشارة إلى الموجودات العاقلة والحية التي يسأل منها، هل نالت حقّها ووفى‌ الإنسان لها أم لا؟

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست