اطلاقاً رغم أنّ السامع قد يفهم منه شيء آخر غير ما يقصده المتكلّم وغير ما
يتطابق مع الواقع، ويكون مراد المتكلم صحيحاً ومتطابقاً للواقع، وأمّا من يرى في
معيار الصدق والكذب هو ظاهر الكلام لا المراد والمقصود القلبي للمتكلم فيمكن أن
يعتبر التورية نوع من الكذب الخفيف في حين أنّها ليست كذلك، فمعيار الصدق والكذب
هو المراد الجدّي للمتكلم الذي يتطابق مع محتوى ومضمون العبارة.
مثلًا قد يسأل شخص من آخر: هل أنّ هذا اللباس قد أهداه لك الشخص الفلاني؟ في
حين أنّ المخاطب قد لا يكون راغباً في نفي هذا المطلب بصراحة فيقول في جوابه من
موقع التورية: أطال اللَّه عمره، فيحسب السامع من هذا الكلام أنّ المتكلم قد أجاب
بالإيجاب في حين أنّ المتكلم لم يكن يقصد ذلك بل دعا إلى ذلك الشخص فقط.