responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 79

الإعتقاد بالجَبر، و بالمسائل اللأخلاقيّة:

لا شك أنّه يوجد إرتباطٌ و علاقةٌ و ثيقةٌ، بين الإعتقاد بحريّة الإرادة للإنسان، و «المسائل الأخلاقيّة»، و كما أشرنا سابقاً، أنّ نفي حريّة الإنسان، هو نفيٌ و تعطيلٌ لجميع المفاهيم الأخلاقيّة.

وبناءاً على‌ هذا نجد، أنّ الأديان الإلهيّة المتعهّدة بتربية وتهذيب النفوس والأخلاق، من أقوى‌ المدافعين عن حرّية الإنسان!.

وبناءاً على هذا أيضاً، نجد في القرآن الكريم آياتٌ عديدةٌ و كثيرةٌ تبلغ المئات، تثبّت الإختيار و حريّة الإرادة للإنسان، و تنفي الجَبر عنه، و قد ذُكرت في مباحث الجَبر و الإختيار [1].

فالأمر و النّهي و التّكاليف الاخرى‌، و الدّعوة إلى‌ الثّواب و العقاب، و الحساب و المحاكم و القوانين و العقوبات، كلها امور تؤكّد على‌ مسألة الإختيار، و حريّة الإرادة عند الإنسان.

وإذا ما شاهدنا بعض الآيات تُوافق مذهب الجَبر، فهي ناشئةٌ من عدم الإنتباه و التّوجه الصحيح لتفسير تلك الآيات، فتلك الآيات ناظرةٌ إلى نفي التّفويض، و لا تثبت الجبر، و الشّاهد عليها هو القرآن الكريم نفسه، و قد أشرنا إليها سابقاً، وليس هنا محلّ للبحث فيها.

فالإعتقاد بالجَبر، و سلب حريّة الإنسان، يمكن أن يكون عاملًا مهمّاً، لكلّ تحلّل أخلاقي، فالُمجرم ولتبرير أفعاله المشينة يتذرّع بالجَبر، وأنّه لا يستطيع أن يُغيّر مصيره المحتوم عليه، و لذلك يتحرّك في خطّ الإنحراف، و ينحدر في مُنزلقات المعاصي أكثر، فالتّاريخ يُحدثنا، عن مجرمين خاضوا غمار الجريمة، استناداً إلى مُبّررات مذهب الجَبر، وكانوا يعذرون أنفسهم، في إرتكابهم لتلك الأعمال و الذّنوب، و يقولون:

(إذا كنّا صالحين أو طالحين، فليس لنا من الأمر شي‌ء، فالُمبدع الأزلي هو الذي زرع فينا ذلك، و جعل مصيرنا أن نكون من أهل الشّقاء!، فلا المحسنين لهم الحق بالإفتخار بإحسانهم،


[1]. الرجاء الرجوع إلى‌ التّفسير الأمثل: (الفهرس الموضوعي ص 99)، و إلى‌ أنوار الأصول، ج 1، بحث الجَبر و الإختيار.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست