وأكّد القرآن الكريم، على هذه المسألة مرّات عديدة، ففي الآية (100) من سورة
«يونس»، يقول الله تعالى: «وَيَجعَلُ الرِّجسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعقِلُونَ».
و في الآية (22) من سورة «الأنفال»، نقرأ: «إنّ شرّ الدَّوابِ عِندَ اللَّهِ
الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لا يَعقِلُونَ».
و يقول الله سبحانه، عن الّذين يستهزئون بالصّلاة: في سورة (المائدة) الآية
(58):
«اتّخذوها هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ
بِأنّهُم قَومٌ لا يَعقِلُونَ».
وهكذا يتبيّن من خلال ما ذُكر آنفاً، خلاصة رؤية القرآن المجيد للمسائل
الأخلاقية.
5- الأخلاق والحريّة
هناك أبحاثٌ كثيرةٌ، في مسألة الأخلاق و الحريّة، و هل أنّ الأخلاق تُحدّد و
تُقيّد حريّة الإنسان؟ وهل أنّ هذا التّقييد هو في صالح الإنسان أم لا؟
فبإعتقادنا أنّ هذه الأبحاث، ناشئةٌ من التّفسير الخاطيء لمعنى الحريّة،
ومنها:
1- يُقال: أنّ الأخلاق تقوم بتحديد حريّة
الإنسان، وتعمل على كبت القابليّات في المحتوى الدّاخلي للإنسان.
2- و تارةً يقولون: إنّ الأخلاق تقمع الغرائز، و
تمنع من تحقّق السّعادة الواقعيّة للفرد، ولو لم يكن في الغرائز فائدةٌ، فلماذا
خلقها اللَّه تعالى؟.
3- و تارةً اخرى يقولون: إنّ البّرامج
الأخلاقيّة، تخالف فلسفة أصالة اللّذة، ونحن نعلم أنّ الهدف من الخلق، هو «اللّذة»
التي يريد أن يصل إليها الإنسان.
4- واخرى يقولون، و في النّقطة المعاكسة لها:
أساساً إنّ البشر ليس حُرّاً في سلوكه الأخلاقي، بل هو مجبور وواقع تحت تأثير
عوامل كثيرة، ولذلك فلا تصل النوبّة للوصايا الأخلاقيّة.
5- وأخيراً يقولون: إنّ الأخلاق مبنيّة على أساس
إطاعة اللَّه تعالى، وهي لا تخلو من الخوف أو الطّمع، وكلّ هذه الامور تتقاطع مع
الأخلاق!