responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 55

سؤال:

وهنا سؤال يفرض نفسه وهو: إنّ النسبيّة في الأخلاق قد تكون مقبولةً في بعض الموارد في الشّرائع السّماويّة، (و خُصوصاً الإسلام)؛ فمثلًا يعتبر الكذب ضد القيم والمُثل وعملًا غير أخلاقي، لكنّ الكذب لغرض الإصلاح بين الناس أو في مقام المشورة، يعتبر عملًا أخلاقيّاً، وهذه المسألة ليست بقليلة الموارد في التعاليم الإسلامية، فيعتبر هذا نوعاً من قبول النسبيّة للأخلاق.

الجواب:

إنّ نسبيّة الأخلاق و الحُسن و القُبح مطلبٌ، و الإستثناء مطلب آخر.

و بعبارةٍ اخرى‌: لا يوجد أصل ثابت في النسبيّة، فالكذب لا هو حسن ولا هو قبيح، وكذلك العدل والإحسان أو الظّلم و الطّغيان، فحُسنها و قُبحها لا يتبيّن للإنسان إلّاإذا قبلتها الأكثريّة من موقع القيم أو رفضتها كذلك.

ولكن في الإسلام والتعاليم السّماوية، فالكذب و الظّلم والبخل و الحسد و الحقد، كلّها تعتبر ضد القيم و المُثل، سواء قبلتها أكثريّة الناس أم لا، وبالعكس، فالإحسان والعدالة والصّدق و الأمانة، قيم و مُثل رفيعةٌ سواء قبلها المجتمع، أم لا.

فهذا هو الأصل الكلّي للمسألة، و لا مانع من وجود الإستثناء له، فالأصل كما هو واضحٌ من إسمه أساس وجذر الشي‌ء، و الإستثناء بمنزلة بعض الفروع والأوراق الزّائدة، ووجود بعض الإستثناءات في كلّ قاعدةٍ لا يمكن أن يكون دليلًا على‌ نسبيّتها، فإذا تجلّى لنا هذا الفرق بين هذين الإثنين، أمكننا تجنّب الوقوع في كثير من الأخطاء.

ويجب الإلتفات أيضاً الى أنّ الموضوعات يمكن أن تتغيّر بمرور الزّمان أيضاً، فالأحكام التابعة للموضوعات تتغيّر أيضاً، وهذا الأمر لا يمكن أن يُعتبر دليلًا على النسبيّة.

بيان ذلك: إنّ لكلّ حكمٍ موضوعه الخاص؛ العدوان على الآخرين يعتبر جنايةً قابلةً للقصاص و التّعقيب، ولكن يمكن أن يتغيّر الموضوع، في يد الطّبيب والجرّاح الذي يمسك‌

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست