يتمسك أفراد
المجتمع بالأخلاق، فستكون نهاية المجتمع أليمة وموحشة جدّاً.
ولرب قائل
يقول: إنّ السّعادة و التكامل في واقع المجتمع البشري، يمكن أن يتحقّقا في ظِلِّ
العمل بالقوانين و الأحكام الصّحيحة، من دون الإعتماد على مبادىء الأخلاق في
الفرد.
و نقول له:
إنّ العمل بالقوانين، من دون وجود قاعدةٍ متماسكةٍ من القِيم الأخلاقيّة لدى الفرد
غير ممكن، لأنّه إذا لم يتوفر الدّاعي الذّاتي للإنسان، فالسّعي الظّاهري لن يُجدي
نفعاً.
فالقوّة و
الضّغط من أسوأ الأدوات لتنفيذ القوانين و الضّوابط، و لا يصحّ إستعمالها إلّافي
الضّرورات، وبالعكس فإنّ الإيمان و الأخلاق، يُعتبران من أفضل الأساليب لتنفيذ
أيّة قرارات.
بعد هذه
الإشارة، نعود للآيات القرآنيّة الناظّرة إلى هذه المسألة المهمّة، لنستوحي منها
بعض المعاني في هذا المجال:
«الآية الاولى»: تكلّمت عن
الرّابطة بين بركات الأرض و السّماء و بين التّقوى، حيث يُصرِّح فيها بأنّ
التّقوى، سبب البركات التي تنزل من السّماء على الناس، وبالعكس فإنّ عدم التّقوى
و التّكذيب بآيات اللَّه، سبب لنزول العذاب: «وَلَوْ أَنَّ اهْلَ الْقُرى آمَنُوا
وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَآلْارْضِ وَلكِنْ
كَذَّبُوا فَآَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ».
فبركات الأرض
و السّماء لها معنى وسيع جداً، بحيث يشمل: نزول الأمطار، و إنبات النّباتات، و
كثرة الخيرات، وكثرة القوى البشريّة.
«البركة»: أصلها
الثّبات و الإستقرار، و بعدها اطلقت على كلّ نِعمةٍ و موهبةٍ تبقى ثابتةً لا
تتغير، و لذلك فإنّ الموجودات غير المبارك فيها، تكون غير ثابتةٍ و تفنى بسرعةٍ.