responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 335

فقال لي: «إذا رجعت إلى الكُوفة، فإنّه سيأتيك، فقل له: يقول لك جعفر بن محمد: دعْ ما أنت عليه، و أَضمِنْ لك على اللَّه الجنّة».

قال أبو بَصير: فلمّا رجعت إلى الكوفة، أتاني فيمن أتى، فاحْتبستُه حتّى خَلا منزلي. فقلت:

يا هذا، إنّي ذكرتُك لأِبي عبداللَّه عليه السلام، فقال: «أَقرِأه السّلام و قل له: يترك ما هو عليه، و أَضمن له على اللَّه الجنّةَ».

فَبَكى، ثمّ قال: اللَّه، قال لك جعفر عليه السلام هذا؟

قال: فحلفت له، أن قال لي ما قلت لك.

فقال لي: حَسبُك وَمَضى، فلما كان بعد أيّامٍ بعث إليّ و دعاني، فإذا هو خَلف باب داره عُريان.

فقال: يا أَبا بصير، ما بقي في منزلي شي‌ءٌ، إلّاو خرجت عنه، و أنا كما ترى.

فَمشيت إلى إخواني، فجمعت له ما كسوته به، ثمّ لم يأت عليه إلّاأيّاماً يسيرةً، حتّى بعث إليّ: أنّي عليل فآئْتني، فجعلت أختلف إليه، و اعالجه حتّى نزل به الموت.

فكنت عِنده جالساً و هو يجود بِنفسه، ثم غُشي عليه غشيةً ثم أفاق، فقال: يا أبا بَصير، قد و فّى صاحبك لنا، ثم مات، فَحَججت فأتيت أباعبداللَّه عليه السلام، فإستأذنت عليه، فلمّا دخلت قال مبتدئاً من داخل البيت، وإحدى رجليّ في الصّحن والاخرى في دهليز داره: «يا أبا بَصير قد وفيّنا لصاحبك». [1]

بالطّبع يمكن أن يقال: إنّ هذا الحديث حمل في طيّاته، جانب التّوبة العاديّة المعروفة بين الناس، ولكنّنا نقول: إن ذلك الرّجل المذنب والملي‌ء بالمعاصي، من رأسه إلى أخُمص قدمه، لم يكنِ ليُغيّر طريقة حياته، و اتّخاذه جانب الصّلاح و الفلاح، و على حدّ إعترافه هو، بأنّه لولا الإمام عليه السلام و عنايته، لم يكن له أن يتحول من دائرة الظلّمة و المعصية، إلى دائرة النّور والهداية.

و يوجد إحتمالٌ قويٌّ، و هو أنّ هذا الإنقلاب و التّحول، في روح و سلوك هذا الرجل المذنب المستعد لِلتوبة، كان بسبب التّدخل الرّوحي للإمام عليه السلام، و تصرفه في محتواه النّفسي، و


[1]. بحار الأنوار، ج 47، 145 146، ج 199.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست