كلّ إنسانٍ يسعى للسّير قُدُماً، تبعاً للُاسوة التي يتأسّى بها، ليواكب معها
ويعيش في رحابها، و في آفاقها الواسعةٌ ولتنعكس صفاتها في نفسه وذاته.
و بعبارةٍ اخرى، فإنّه يوجد في قلب كلّ إنسان، مكانٌ فارغٌ لا يشغله
إلّاالأبطال و القُدوات و المُثل، و لهذا السّبب فإنّ الامم البشريّةً تفتخر
بأبطالها الحقيقييّن أو تخترع لنفسها أبطالًا من افق خيالها، بحيث تُشكل قسماً من
ثقافة الامم و الشّعوب، و أنساقاً تحتيّةً تبني عليها تأريخها، فتفتخر ببطولاتهم
وتشيد بهم في معطياتهم، و تسعى دائماً لِلاقتداء بهم في صفاتهم وبطولاتهم.
علاوةً على أنّ (المحاكاة)، هي أصلٌ مُسَلّم به، من الاصول النّفسية في واقع
الإنسان و حركته في الحياة، وطبقاً لهذا الأصل و الأساس، فإنّ الإنسان يسعى ليصبغ
نفسه بصِبغة الآخرين، و يحاكيهم على مستوى الممارسة و السّلوك، (خُصوصاً) الأبطال،
و ينجذب لأعمالهم وصفاتهم التي تمثل قيماً مطلقة في وعيه وثقافته.
و هذا التّأثير و التّأثر و الجذب و الإنجذاب، بالنّسبة إلى الأفراد الذين
يؤمنون بالقُدوة والرّمز أقوى وأَشد.