responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 278

هانَتْ عَلَيهِ شَهَواتُهُ» [1].

فالشّخص الذي عرف نفسه، على مستوى كرامتها الذّاتية، لا يعيش الذّلة في إطار الخضوع للشّهوات، و الإستسلام للأهواء والنّوازع النّفسيّة.

7- كما أنّ معرفة النّفس، تعتبر ركناً مُهمّاً في تهذيب النّفس، في خطّ التّكامل الأخلاقي و المعنوي، فالجهل بِكرامة النّفس، سبب للإبتعاد عن اللَّه تعالى، ولِذا ورد في حديثٍ آخر، عن الإمام العاشر: (الإمام الهادي عليه السلام): «مِنْ هانَتْ عَلَيهِ نَفْسُهُ فَلا تأَمَنْ شَرَّهُ» [2].

و مِن مَضمون ما تقدّم، يتبيّن بوضوح، أنّ من الدّعامات الأساسيّة للفضائل الأخلاقية، و التّكامل المعنوي، هو معرفة النّفس، ولن يصل الإنسان إلى غايته المَنشودة، إلّابعد عبور ذلك الممر الصّعب، ولذلك أكّد علماء الأخلاق، كثيراً على هذه المسألة، لِكي لا يغفل عنها السّائرون في الطّريق إلى اللَّه تعالى.

3- معرفة النّفس طريقٌ لمعرفة الرّبّ‌

يقول الباري تعالى: «سَنُرِيهِمْ آياتِنَا فِي الْآفَاقِ وَ في أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ» [3].

وَ وَرد في آية اخرى، قوله تعالى: «وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ» [4].

و إستدلّ بعض المحقّقين، بالآية الشّريفة، التي تتحدث عن عالَم الذَّرْ، على هذه الحقيقة أيضاً، و هي أنّ: «معرفة النّفس»، تعتبر الأساس والقاعدة: «لمعرفة اللَّه تعالى‌» حيث تقول الآية الكريمة: «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَني آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ، وَ أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا» [5].

و نقرأ في تفسير الميزان: «فالإنسان وإن بلغ من التّكبر و الخُيلاء ما بلغ، و غرّته مساعدة


[1]. نهج البلاغة، قصار الكلمات، الكلمة 409.

[2]. تُحف العقول، من قصار كلمات الإمام الهادي عليه السلام.

[3]. سورة فصّلت، الآية 53.

[4]. سورة الذّاريات، الآية 21.

[5]. سورة الأعراف، الآية 172.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست