responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 274

الخُطوة الثّامنة: معرفة اللَّه تعالى‌ و معرفة النّفس‌

من الخَطوات الاولى في طريق إصلاح النّفس، و التّهذيب الرّوحي، و بلورة الأخلاق و الملكات الأخلاقية السّامية، في واقع الإنسان هي: «معرفة النّفس».

فكيف يمكن للإنسان أن يرقى‌ في درجات الكمال الرّوحي و يتحرك على مُستوى إصلاح عُيوبه، و التّخلص من رذائله الأخلاقيّة، والحال أنّه لا يعرف نفسه من موقع الوعي لذاته؟

و هل للمريض أن يذهب إلى الطّبيب، و لمّا يعرف أنّه مُصابٌ بالمرض؟

و هل لِلتائه الضّال عن الطّريق، أن يعرف وجهته، و يتحرك في طريق العثور على الجادة الصّحيحة، قبل أن يعرف أنّه ضالٌ عن الطريق؟

و هل للإنسان أن يُهيّى‌ء أسباب و وسائل الدّفاع عن نفسه، و هو لا يعرف أنّ العدوّ قد كَمَن له على باب داره؟

من الطّبيعي، أنّ الإجابة عن هذه الأسئلة هو بالنّفي، فكَذلك من لا يعرف نفسه ولا عيوبه‌ فإنّه لن يستطيع أن يتحرّك في عملّية إصلاح نفسه، ولن يستفيد من أطبّاء الرّوح، في خطّ التّربية و التّهذيب.

و بهذه الإشارة نعود إلى صُلب الموضوع، لنبيّن علاقة معرفة النّفس بِتهذيبها، و كذلك العلاقة بين: معرفة اللَّه وتهذيب النّفس.

1- علاقة معرفة النّفس بتهذيبها

كيف يُمكن لمعرفة النّفس أن تكون سبباً في تهذيب النّفس؟ دليلُهُ واضحٌ و بَيّنٌ، لأنّه:

أولًا: إنّ الإنسان عن طريق معرفة نفسه، سوفَ يعَي كرامةَ نفسه، و شرفَ ذاتِه، و عظمةَ الصّنع الإلهي في هذه الخِلقة، و بالتّالي سَيُدرِك، أهميّة الرّوح الإنسانيّة، التي هي نفحةٌ من نفحات قُدسه، نعم فإنّه سَيُدْرِك أنّ الجوهَرة الّثمينة، التي منحه اللَّه تعالى إيّاها، عليه ألّا يُضيّعها و لا يَبيعها بأبخسِ الأثمان، فلن يُضيّعها إلّامن كانَ يعيش الرّذائل الأخلاقيّة، و من غَرِق‌

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست