و في حديثٍ آخر عن أميرالمؤمنين عليه السلام، أنّه قال: «عِنْدَ تَحققُ الإخلاصُ تَسْتَنِيرُ البَصائِرُ»[1].
وَ وَرد عنه عليه السلام أيضاً: «فِي إخلاصِ
النيّاتِ نَجاحُ الامورِ»[2].
و يتّضح من ملاحظة هذا الحديث، أنّالنيّة كلّما أخلصت، كان الإهتمام بِباطن
الأعمال أقوى، أو بتعيبرٍ أدق: إنّ الجَودة و الدّقة على مستوى السّلوك و العمل،
ستكون في ذَروتها، ونجاح العمل سيكون مضموناً، و العَكس صحيحٌ، فإذا كان الهدف
يتركز على معالم الظاهر فقط، دون أن يولّي أهميّةً للمحتوى، فسيكون مصير العمل إلى
الفَشل و الخَيبة.
و لذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لَو
خَلُصَتِ النِّيَّاتُ لَزَكَّتِ الأَعمالُ»[3].
الرّياء:
النقطة المقابلة للإخلاص هي: «الرّياء»، و قد ورد ذمّه بكثرةٍ في الآيات و
الروايات الشريفة، التي نهرت النّاس من هذا العمل المُشين، و إعتبرته من أوضح
مصاديق الشّرك الخفي، و علّة بطلان الأعمال، و علامة من علامات النّفاق.
و نجد فيها أنّ الرّياء يهدم الفضائل، و يزرع بذور الرّذائل في روح الإنسان،
وُ يشغله عن الهدف الأساسي الحقيقي، في خطّ الرّسالة و الإستقامة.
و هو أداةٌ قويةٌ مؤثرةٌ بيد الشّيطان الرّجيم، لإضلال و صرف النّاس عن
الطّريق الصّحيح، و تحويلهم من دائرة الإيمان، إلى دائرة الكفر و الإنحراف.
و نعود هنا للآيات القرآنية الكريمة، التي ترينا وجه المرائي القبيح، و
النّتائج السلبيّة المترتّبة على الرّياء: