ما ورد عن أميرالمؤمنين عليه السلام، حيث قال: «كَيفَ يَستَطِيعُ الإخلاصُ مَنْ يَغْلِبَهُ الهوى»[1].
و في الواقع فإنّ ما ذُكر في الحديثٍ، آنفاً، هو أهم وأقوى آفات الإخلاص، نعم
فإنّ هوى النفس، يكدّر عين الإخلاص و يُظلِمُها.
و عنه عليه السلام، قال: «قَلِّلِ
الآمالَ تَخْلُصُ لَكَ الأعمالُ»[2].
و الجدير بالذّكر، أنّ الوساوس يمكن أن تأتي بشكلٍ آخر، فتقول للمُصلي لا تذهب
لِصلاة الجماعة، لأنّ نيّتك يمكن أن تتلّوث بالرّياء أمام الناس، وعليك بإقامة
الصّلاة في بيتك، لكي تعيش أجواء الإخلاص في خطّ العبادة و الصلاة، و تتخلص من
براثن الرّياء!!.
أو يدعوه لترك المستحبات لنفس السّبب، لِيحرمه من ثوابها.
ولعل هذا هو السّبب في دعوة القرآن الكريم، للإنفاق بالسرّ و العَلانية:
«الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً
وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» [3].
و نختم بحثنا بملاحظةٍ مُهمّةٍ، ألا و هيَ، أنّ الإخلاص في السرّ، ليس بتلك
الدرجة من الصّعوبة والأهميّة، بل المهم هو أن يعيش الإنسان، حالة الإخلاص في
العلانية، و أمام مرأى و مسمعٍ من الناس.
معطيات الإخلاص:
بما أنّ حالة الإخلاص، تُمثّل أغلى جوهرةٍ تُحفظ في خزانة الرّوح، و ما يترتّب
على هذه الحالة من معطيات إيجابيةٍ مهمّةٍ، فقد أوردت الرّوايات تلك المسألة،
بصورةٍ بليغةٍ جميلةٍ، و منها: «ما أَخْلَصَ
عَبْدٌ للَّهِ عَزَّوَعَلَّ أَربَعِينَ صَباحاً إلّاجَرَتْ يَنابِيعُ الحِكْمَةُ
مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسانِهِ»[4].