responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 230

و من المعاني الاخرى «لِلنيّة»، هو إختلاف الدّوافع، بالنّسبة لِلأعمال الّتي تكون على هيئةٍ واحدةٍ في الظّاهر، فالذّهاب للجهاد، يمكن أن يكون الباعث له هو كسب الغنائم، أو الإستعلاء على النّاس، أو يكون دافِعُهُ نصرة الحقّ، و دفع الظّلم، و إطفاء نار الفِتن، و أمثال ذلك.

فالذّهاب لِلحرب، واحدٌ في الشّكل و الظّاهر، ولكن شتّان بين النّوايا السّليمة، و بين النّوايا المغرضة.

و لأجل ذلك، أتت الأوامر بإصلاح النيّة، و تنقيتها من الشّوائب، قبل السّلوك في أيّ طريق، و ما السّالك في خطّ اللَّه، و الكمال المعنوي بِمُستثنى عن ذلك، فهل أنّ هدفه من سلوك سبيل التهذيب والرياضة، هو التّكامل المعنوي، و الوصال الحقيقي، أم أنّه يريد كسب عنصر القّوة في عالم النفس، و التّسلط على ما وراء الطّبيعة، ليشار إليه بِالبَنان؟!.

و ما وردنا من حديثٍ: «إِنّما الأَعمالُ بالنِّيَّاتِ»، هو إشارةٌ لهذا المعنى، وَ وَرد الحديث في موسوعة: بحار الأنوار، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال: «إِنّما الأَعمالُ بالنِّيَّاتِ و إنَّما لِكُلِّ امرِءٍ ما نَوى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلى‌ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَ مَنْ كانَتْ هِجرَتُهُ إِلى‌ دُنيا يُصِيبَها أو إِمرَأَةٍ يَتَزَوَّجَها فَهِجْرَتُهُ إِلى‌ ما هاجَرَ إِلَيهِ» [1].

و كذلك الحديث الوارد عن عليٍ عليه السلام، حيث يقول: «عَلى‌ قَدْرِ النِّيَّةِ تَكُونُ مِنَ اللَّه عَطِيَّةٌ» [2].

فهو إشارةٌ إلى نفس المعنى الآنف الذكر.

و يُستفاد مما تقدم، أنّه ولأجل الوصول إلى المقاصد والأهداف المنشودة، في أيّ أمرٍ و عملٍ، و خصوصاً المصيريّة منها، علينا أن نتحرّك في دائرة العمل، بإرادةٍ قويّةٍ و عزمٍ راسخٍ، في مُواجهة التحدّيات الصّعبة، لتحقيق الأهداف المرسومة، و بدون ذلك، سيحل فينا عنصر اليأس والحيرة و الضّياع.

وكذلك هو حال‌ السّائر في طريق تهذيب النّفس، و إصلاح الخَلل في واقعه الداخلي، عليه البِدء بإرادةٍ حديديّةٍ، و يدعمها بالتوكّل على الباري تعالى، في عمليّة السّلوك المعنوي، ويمكن‌


[1]. بحار الأنوار، ج 67، ص 211، وورد في هامشه، أن هذا الحديث متفق عليه عند جميع المسلمين، ثم يشير إلى كلام البخاري في صحيحه، في كتاب الإيمان، ص 23.

[2]. غُرر الحِكَم، ح 1594.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست