إلى هنا نصل إلى خاتمة بحثنا، في الخطوة الاولى لتهذيب الأخلاق، و هي التّوبة،
و توجد مطالب اخرى في هذا المجال، يمكن الإستفادة منها في بحوثٍ مُستقلةٍ.
نعم، فإنّه ما لم ينجلِ عن القلب و الروح صدأ الذُنوب، و يتحرك الإنسان لتطهير
النّفس من مخلفات المعصية بماء التّوبة، فلن يشرق القلب بنور ربّه، ولن يتمكن هذا
الإنسان من السّير على خطّ الإيمان، و السّلوك إلى اللَّه تعالى والفوز بجواره،
ولن يذوقَ طعم التجلّيات العرفانيّة، في حركة الحياة المعنويّة.
هذا هو أوّل محطٍّ للرحال، وأهمّها، ولا يمكن تخطّيه إلّابعزمٍ صادقٍ و إرادةٍ
راسخةٍ، يدعمها لطفٌ إلهي و توفيقٌ ربّاني، ولا يُلقّيها إلّاذو حظٍّ عظيمٍ.
الخطوة الثّانية: المشارطة
تكلمنا سابقاً بصورةٍ مقتضبةٍ، عن بعض برامج وخُطى السّير و السّلوك، المشتركة
بين كبار العلماء و السّائرين على ذلك الدّرب، و يصل البحث بنا عن التّوبة، إلى
واقع التفصيل لتلك المباحث، مدعوم بالآيات و الرّوايات الشّريفة: