responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 209

و قد سُئل أحد العُلماء، عن قوله صلى الله عليه و آله: «التّائِبُ حَبِيبُ اللَّهِ»، فقال: إنّما يكون التّائب حبيباً إذا كان فيه جميع ما ذكره في قوله تعالى: «التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ» [1].

8- مراتب التّوبة

ذكر علماء الأخلاق، درجات و مراتب مختلفة للتّوبة و التّائبين.

و يمكن تقسيم التّائبين من جهةٍ، إلى أربعة أقسامٍ:

القسم الأوّل: اولئك التّائِبون الذين لا يقلعون عن الذنوب، ولا يتأسفون على ما فعلوا، حيث وقفوا عند مرحلة النّفس الأمّارة، وعاقبتهم غير معلومةٍ أصلًا، فَمِن المُمكن أن يعيش حالةَ التّوبة في آخر أيّام حياته، و تكون عاقبته الحُسنى، ولكنّ الطامّة الكبرى، عندما يتفق موتهم مع معاودتهم للذنب، وهناك ستكون عاقبتهم السّوآى، و فيها الخُسران الأبدي.

القسم الثاني: التّائبون بحق الّذين يستمرون في طريق الحقّ و الطّاعة، و يتحرّكون في خطّ الإستقامة، ولكن الشّهوات تغلبهم أحياناً، فيكسرون طوق التّوبة، و يرتكبون بعض الذّنوب، من موقع الشّعور بالضّعف أمامها، ولكنّهم لا يقعون في هذا الخطأ، من موقع الّتمرد و الجُحود و العِناد، على وعي الموقف، بل من موقع الغفلة و الإندفاع العفوي في حالات الضّعف، الّتي تفرزها حالات الصّراع مع النّفس الأمّارة، و لهذا يحدثون أنفسهم بالتّوبة من قريب، هؤلاء الأشخاص وصلوا إلى مرحلة النّفس اللّوامة، و الأمل بنجاتهم أقوى.

القسم الثّالث: التوّابون الذين يجتنبون كَبائِر الإثم، و يتمسّكون باصول الطّاعات، ولكنهم قد يقعون في حبائل المعصية، لا عن قصدٍ و عمدٍ، ولذلك يتوبون مباشرةً عن الذّنب، فيلومون أنفسهم و يعزمون على التّوبة والعودة إلى خطّ الإستقامة بإستمرار، و يعيشون حالة الإبتعاد عن الذّنب دائماً.


[1]. سورة التّوبة، الآية 112.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست