فهذا الحديث يبيّن أهميّة مسألة الإصلاح، و السّعي لجبران الخلل من موقع
التّوبة، و إلى أيّ حدٍّ يمتد في آفاق الممارسة العمليّة، و بدون ذلك ستكون
التّوبة صوريّة أو مقطعيّة.
و آخر ما يمكن أن يقال في هذا المجال، أنّ من يقنع من الإستغفار بالإسم،
مُقابل كثرة الذّنوب و المعاصي، ولا يسعى في تحصيل أركانه و شروطه، فكأنّه قد
إستهزأ بنفسه، و بالتّوبة و بالإستغفار.
إتّفق علماء الأخلاق أنّ التّوبة الجامعة للشّرائط، مقبولة عند اللَّه تعالى،
و يدل على ذلك الآيات و الرّوايات، ولكن يوجد نقاش حول قبول التّوبة، هل هو عَقلي
أم عقلائي، أم نَقلي؟.
و يعتقد جماعة، أنّ سقوط العقاب الإلهي، هو تفضل من الباري تعالى، فبعد تحقق
التّوبة من العبد، يمكن للباري تعالى أن يتوب على عبده ويغفر له، أو لا يغفر له،
كما هو المُتعارف بين النّاس، عندما يقوم أحد الأشخاص بظلم الغَير، فِللمظلوم أن
يغفر له، أو لا يعفو عنه.
و ترى جماعةٌ اخرى، أنّ العقاب يسقط حتماً بعد التّوبة، وعدم قبول عُذر
المجرم، من اللَّه
[1]. وسائل الشيعة، ج 18، ص 283، ج 1
باب 37، من أبواب الشّهادات.