responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 20

وذكرنا في الجزء الأول من دورة نفحات القرآن أنّ الجهل هو السبب لكثير من الضلالات، فهو- الجهل- سبب للكفر وإشاعة الفساد والتعصب والعناد والتقليد الأعمى والفُرقة وسوء الظّن والجسارة و قلّة الأدب، و في واحدةٍ يمكن القول، أنّ الجهل عامل لإفساد كثير من القِيم‌ [1].

ومن جهة اخرى‌ تُصرِّح الآيات الشريفة بوجود حالة العناد في الإنسان، مع علمه بأنّه يتحرك في طريق الظّلم والطغيان، مثل آل فرعون، حيث يتحدث عنهم القرآن الكريم:

«وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً» [2].

وكذلك ما ورد بالنسبة إلى بعض أهل الكتاب، كما قال الباري تعالى: «وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» [3].

وورد هذا المعنى‌ في ما بعدها من الآيات‌ [4].

وقد يكون المراد من الآية هو موضوع الكَذب، ولكنّه أيضاً يؤيّد مدّعانا، لأنّ قبح الكذب حكم به العقل و الشّرع، وهو من الامور الواضحة التي لا تخفى على أحد.

فالحقائق والتجارب أثبتت، أنّ المعرفة والعلم بنتائج الأخلاق الرذيلة على الفرد والمجتمع، يمكنه أن يكون في كثير من الموارد، عاملًا مهماً في ردع الإنسان عن غيّه و الرّجوع إلى ساحة الصّواب، ولكن ومن جهة اخرى‌، أيضاً نجد أنّ هناك من يعرف الرّذيلة حقَّ معرفتها؛ ولكنه يُصرّ عليها ويعاند على سلوك طريق الإنحراف، والطريقة الوسطى في الحقيقة هي الجادّة وتنطبق على الواقع أكثر.


[1]. نفحات القرآن، الدّورة الاولى، ج 1 ص 86- 98.

[2]. سورة النّمل، الآية 14.

[3]. آل عمران، الآية 75.

[4]. سورة آل عمران، الآية 78.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست