(الحُرمة، الوُجوب، و الإستحباب، و
الكراهة، و الإباحة)، و لربّما تطرّق للثواب و العقاب، للأعمال في نطاق الحياة
الآخرة، ولكن عالِم الأخلاق ينظر إليها من منظار كمال الرّوح و النّفس، أو
إنحطاطها وتسافلها في خطّ الإنحراف، وبهذا يتبيّن الفرق بين الصّفات و الأفعال
الأخلاقية، ويتمّ من خلالها تمييز نظر الفقيه عن نظر عالِم الأخلاق.
12- الخُطى العمليّة في طريق التّهذيب الأخلاقي
نتطرّق في هذا الفصل للعوامل الّتي تساعد على تربية، و نمو «الفضائل
الأخلاقيّة»، و تقرّب الإنسان من اللَّه تعالى خطوةً خطوة، و هذا البحث، غاية
الأهميّة في علم الأخلاق، و يتناول اموراً عديدة:
الخطوة الاولى: التّوبة
يقول كثير من علماء الأخلاق، إنّ الخطوة الاولى لتهذيب الأخلاق و السّير إلى
اللَّه، هي «التّوبة»، التّوبة التي تمحو الذّنوب من القلب وتبيّض صفحته وتجعله
يتحرك في دائرة النور، و تنقله من دائرة الظّلمة، و تخفف ثقل الذّنوب من خزينه
النّفساني، و رصيده الباطني، و تمهّد الطّريق للسّير و السّلوك إلى اللَّه تعالى،
في خط الإيمان و تهذيب النّفس.
يقول المرحوم: «الفيض الكاشاني»، في بداية الجزء السابع من كتابه: «المحجّة
البيضاء»، الذي هو في الواقع، بداية الأبحاث الأخلاقيّة:
(فإنّ التّوبة من الذنوب، و الرّجوع
إلى ستار العُيوب و علّام الغيوب، مبدأ طريق السّالكين، و رأس مال الفائزين، و
أوّل إقدام المريدين، و مفتاح إستقامة المائلين و مطلع الإصطفاء و الاجتباء
للمقرّبين!).