responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 18

وبما أنّ علم الأخلاق، له اليد الطُولى‌ في المساعدة على دفع ورفع الرذائل، و التي هي بمثابة الحُجب على القلوب، فمن البديهي أن تكون الأخلاق من اسس ومقدمات العرفان الإلهي‌.

وأما «السّير والسّلوك إلى اللَّه»، والذي يكون هدفه النّهائي هو معرفة اللَّه والقرب منه، فهو في الحقيقة مجموعة من «العرفان» و «الأخلاق»، فما كان من‌ «السّير والسّلوك الباطني»، فهو نوع من «العرفان»، الذي يوصل الإنسان يوماً بعد يوم للذات الإلهيّة، ويرفع عن قلبه الحجب والأدران، ويمهد الطّريق إليه؛ وما كان من‌ «السّير و السّلوك الخارجي»: فهو نفس الأخلاق التي تهدف لتهذيب النفوس، و ليس فقط لأجل الحياة الماديّة المرفّهة.

4- علاقة العلم بالأخلاق‌

بالنّسبة للآيات السّابقة و كما ذكرنا أنّ القرآن الكريم، أتى‌ ب: «تعليم الكتاب والحكمة» إلى جانب: «التزكية والتّهذيب الأخلاقي»، فتارةً يقدِّم «التّزكية» على «التّعليم»، و اخرىُ يقدِّم «التعليم» على التزكية، و هو أمر يُبيّن مدى‌ العلاقة الوثيقة التي تربط بين الإثنين.

وهذا يعني أنّ الإنسان، عندما ينفتح على المعرفة، و تكون لديه خبرةٌ بالأعمال الحسنة والسيئة، ويعرف عواقب «الفضيلة» و «الرذيلة»، فممّا لا شك فيه أنّها ستؤثر في تربيته، بحيث يمكن القول أنّ كثيراً من الرذائل ناتجة من عدم الإطّلاع والفهم. ومن ذلك يمكن القول؛ أنَّه إذا ما إستطعنا أن ننهض بالمستوى‌ العلمي للأفراد، وبعبارةٍ اخرى: إذا أمكننا نشر الثقافة بين الناس، فستحل الفضائل مكان الرّذائل، وإن كان هذا الأمر ليس كليّاً.

ومع الأسف الشديد، نرى‌ أنّ البعض بالغوا فيها لدرجة الإفراط والتّفريط.

فبعض إتّبعوا الحكيم سُقراط اليوناني، حيث كان يعتقد بأنّ العلم والحكمة هي منشأ الأخلاق الحميدة، والرّذائل الأخلاقيّة منشؤها الجهل، ولذلك فإنّه كان يعتقد أيضاً أنّه ولأجل محاربة الفساد و الرّذائل الأخلاقية وإحلال الفضائل الأخلاقية محلّها، يجب العمل على رفع المستوى العلمي للمجتمع، و بالتّالي تتساوى (الفضيلة) مع (المعرفة).

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست