نعم! فإنّ الذّنب يكدّر القلب ويلوث النفس الإنسانية، وبتكرار الذنب فإنّ
القلب يذبل و يموت، ولكنّ التوبة بإمكانها، أن تعيد النّشاط و الحياة للقلوب،
لتعيش جو الإيمان و الطُّهر.
و بناءً عليه، فإنّه يتوجب على السائرين إلى اللَّه تعالى، تحكيم دعائم
الفضائل الأخلاقيّة، في وجدانهم وسلوكياتهم، و لينتبهوا لمعطيّات و تبعات أعمالهم
الإيجابيّة و السّلبية، فكلّ واحدٍ من تلك الأعمال سيؤثر في القلب، فإنّ كان خيراً
فخَير، و إن كان شَرّاً فشرّ.
7- علاقة «الأخلاق» و «التّغذية»
ربّما سيتعجب البعض من هذا العنوان، و ما هي علاقة الأخلاق والروحيّات
والملكات النّفسية بالغذاء، فالأولى للرّوح و الثّانية للجسم، ولكن بالنّظر
للعلاقة الوثيقة، بين الجسم والروح في حركة الحياة و الواقع، فلن يبقى مجالًا
للتعجب، فكثيراً ما تسبّب الأزمات الرّوحية في الإصابة بأمراضٍ جسديّةٍ، تضعف جسم
الإنسان و تشل عناصر القوّة فيه، فيبيض الشّعر، و تظلم العين، وتخور القوى عند
الإنسان والعكس صحيح أيضاً، فإنّ الفرح و حالات الرّاحة التي يمرّ بها الإنسان،
تنمي جسمه و تقوّي فكره، و قديماً توجّه العلماء لتأثير الغذاء على روحيّة الإنسان
وسلوكه المعنوي، و تغلغَلت هذه المسألة في ثقافات الناس، على مستوى الموروث الفكري
والوعي الاجتماعي، فمثلًا شِرب الدّم يبعث على قساوة القلب، والعقيدة السّائدة هي
أنّ العقل السّليم في الجسم السّليم.
ولدينا آياتٌ و روايات تشير إلى هذا المعنى، و منها الآية (41) من سورة
المائدة، فقد