responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 177

كيفيّة تأثير «العمل»، في «الأخلاق» في الرّوايات الإسلاميّة:

تعكس الأحاديث الإسلامية بوضوح، ما تقدّم من علاقة العمل بالأخلاق في الآيات الكريمة، ذلك المطلب بوضوح، و من تلك الأحاديث:

1- نقرأ في حديث عن الإمام الصّادق عليه السلام أنّه قال:

«ما مِنْ عَبْدٍ إلّاوَفِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيضاءٌ فَإذَا أَذْنَبَ ذَنْباً خَرَجَ في النُّكْتَةِ نِكْتَةٌ سَوداءٌ فَإنْ تابَ ذَهَبَ ذَلِكَ السَّوادُ، وإنْ تَمادَى‌ فِي الذُّنُوبِ زَادَ ذَلِكَ السَّوادُ حتَّى‌ يُغَطِّي البَياضَ، فَإذَا غَطّى‌ البَياضَ لَمْ يَرْجِعْ صاحِبُهُ إلَى خَيرٍ أَبَداً، وَهُوَ قَولُ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ: «بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ» [1].

فهذه الرواية، تُبيّن بوضوح، أنّ تراكم الذّنوب يُفضي إلى ظهور الرذائل في سلوكيات الإنسان، و يدفعه بإتجاه الإبتعاد عن الفضائل، ممّا يورّث النّفس الإنسانيّة الغرق في الظّلام الكامل، و عندها لا يجد الإنسان فرصةً للرجوع إلى طريق الخير، والإنفتاح على اللَّه والإيمان.

2- الوصيّة المعروفة عن أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام، حيث قال له: «إنَّ الخَيرَ عادَةٌ» [2].

و ورد نفس هذا المضمون، في كنز العمّال، في حديثٍ عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، أنّه قال: «الخَيرُ عادَةٌ والشَّرُ لَجاجَةٌ» [3].

و أيضاً نقل نفس هذا الحديث، و بشكل آخر، عن الإمام السجّاد عليه السلام، أنّه قال:

«أُحِبُّ لِمَنْ عَوَّدَ مِنْكُمْ نَفْسَهُ عادَةً مِنَ الخَيرِ أَنْ يَدُومَ عَلَيها» [4].

فيستفاد من هذه الروايات، أنّ تكرار العمل، سواء كان صالحاً أم طالحاً، يسبّب في وجود حالة الخير أو الشر عند الإنسان، فإذا كان خيراً فسيشكل مبادي‌ء الخير في نفسه، و إن كان شرّاً فكذلك، و بكلمةٍ واحدةٍ هو التأثير المتقابل للأعمال، و الأخلاق في حركة الحياة، و


[1]. اصول الكافي، ج 2، ص 273، ح 20.

[2]. بحار الأنوار، ج 74، ص 232.

[3]. كنز العمّال، ح 28722.

[4]. بحار الأنوار، ج 46، ص 99.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست