نعم فإنّ جهل الكافرين، هو السبب في عدم إستطاعتهم في الصّمود بوجه المؤمنين،
و في مقابل ذلك فإنّ وعي المؤمنين هو السّبب في صمودهم، بحيث يُعادل كلّ واحدٍ
منهم عشرة أنفارٍ من جيش الكفّار.
10- النّفاق والفرقة ينشآن من الجهل
أشار القرآن الكريم في الآية (14) من سورة الحشر إلى يهود (بني النضير)، الذين
عجزوا عن مُقاومة المسلمين، لأنّهم كانوا مُختلفين و مُتفرقين، رغم أنّ ظاهرهم
يحكي الوحدة و الإتفاق، فقال:
وبناءً على ذلك فإنّ النّفاق والفرقة و التشتت، و غيرها من الرذايل
الأخلاقيّة، الناشئة من جهلهم وعدم إطّلاعهم على حقائق الامور.
النتيجة:
تبيّن ممّا جاء في أجواء تلك العناوين العشرة السّابقة، التي وردت في سياق بعض
الآيات القرآنية، علاقة الفضيلة بالعلم من جهة وعلاقة الرذيلة بالجهل، من جهةٍ
اخرى، و قد ثبت لنا بالتجربة ومن خلال المشاهدة، أنّ أشخاصاً كانوا منحرفين بسبب
جهلهم، وكانوا يرتكبون القبيح و يمارسون الرّذيلة في السّابق، ولكنّهم إستقاموا
بعد أن وقفوا على خطئهم، و تنبّهوا إلى جهلهم، و أقلعوا عن فعل القبائح و الرذائل،
أو قلّلوها إلى أدنى حدٍّ.
و الدّليل المنطقي لهذا الأمر واضح جدّاً، وذلك لأنّ حركة الإنسان نحو التّحلي
بالصّفات والكمالات الإلهيّة، يحتاج إلى دافعٍ و قصدٍ، وأفضل الدّوافع هو العلم
بفوائد الأعمال الصّالحة ومضار القبائح، وكذلك الإطّلاع و التعرّف على المبدأ و
المعاد، و سلوكيات الأنبياء والأولياء