طريق التّشريع، و المراد من التّكوين هو الصفات و السّجايا المزاجيّة و
الأخلاقيّة المتوفرة في الكروموسومات و الجينات، و الّتي تنتقل لا إرادياً للطفل
في عمليّة الوراثة.
و الطريق التشريعي يتمثل في إرشاد الأبناء، من خلال أساليب التّعليم و
التّربية للصفات الأخلاقيّة، التي يكتسبها الطفل من الأبوين بوعي وشعور.
و من المعلوم أنّ أيّاً من هذين الطّريقين، لا يكون على مستوى الإجبار، بل كلّ
منهما يُهيّىء الأرضيّة لنمو و رشد الأخلاق في واقع الإنسان، ورأينا في كثيرٍ من
الحالات أفراداً صالحين و طاهرين، لأنّ بيئتهم كانت طاهرةً و سليمةً، والعكس صحيح
أيضاً. ولا شك من وجود إستثناءات في الحالتين تبيّن أنّ تأثير هذين العاملين، و
هي: «التربية والوراثة»، لا يكون تأثيراً على مستوى جَبر، بل يخضع لأدوات التّغيير
و عنصر الإختيار.
و نعود بعد هذه الإشارة إلى أجواء القرآن الكريم، لنستوحي من آياته الكريمة ما
يرشدنا إلى الحقيقة: