responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 126

و قد إستدلوا على لزوم الرّجوع للُاستاذ تارةٌ، بهذه الآية الشّريفة، التي تقول: «فَاسْئلُوا أَهلَ الذِّكْرِ إن كُنتُم لاتَعلَمُونَ» [1].

فرغم أنّها تتناول التعليم لا التربية، ولكن الحقيقة أنّ التربية تعتمد على التّعليم في كثير من الموارد، فلذلك يجب الرّجوع للمطلعين في مثل هذه الموارد، وهذا المعنى يختلف إختلافاً واضحاً عن إختيار شخصٍ خاص ليكون ناظراً على أعمال وأخلاق الإنسان.

ويستشهد القائلون بضرورةِ المرشد تارةٌ اخرى؛ بحكاية موسى‌ مع الخضر عليهما السلام، فقد كان موسى عليه السلام بحاجةٍ للخضر، مع ما أنّه كان من الأنبياء وأولي العزم، وقطع قسماً من الطّريق بمساعدته عليه السلام.

ولكن و بإلقاء نظرةٍ فاحصةٍ على قصّة موسى والخضر عليهما السلام، نرى أنّ موسى عليه السلام عندما تعلم من الخضر عليه السلام، إنّما كان بأمر من اللَّه تعالى لأجل الاطّلاع على أسرار الحكمة الإلهيّة بالنسبة للحوادث التي تحدث في هذا العالم، والاخرى أنّ علم موسى عليه السلام كان عملًا ظاهرياً، «ويتعلّق بدائرة التّكليف»، و علم الخضر عليه السلام علماً باطنياً، (خارج عن دائرة التكليف) [2]، وهذا الأمر يختلف عن مسألة إختيار الاستاذ و المرشد، في كل مراحل التّهذيب للنفس و السيّر في طريق التّقوى، وإن كان يشير ولو بالإجمال إلى أهميّة كسب الفضيلة، في محضر الاستاذ في خط التّكامل المعنوي.

وقد يستشهد لذلك أيضاً بحكاية لقمان الحكيم و إبنه، فهو استاذ إلهي أخذ بيد إبنه و ساعده في سلوك ذلك الطريق‌ [3].

ونقل العلّامة المجلسي في بحار الانوار، عن الإمام السجّاد عليه السلام أنّه قال: «هَلَكَ مَنْ لَيسَ لَهُ حَكِيمٌ يَرشُدُهُ» [4].

ولكن و من مجموع ما ذُكر، لا يمكن إستفادة لزوم المرشد في دائرة السّلوك الأخلاقي و


[1]. سورة الأنبياء، الآية 7.

[2]. يرجى مراجعة تفسير الأمثل، ذيل الآية 60 إلى 82 من سورة الكهف.

[3]. يرجى الرجوع لتفسير الأمثل، في تفسير سورة لقمان.

[4]. بحار الانوار، ج 75، ص 159.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست