6- و قد ورد في التّعبير عن الرذائل الأخلاقيّة،
في كثيرٍ من الرّوايات ب: «الدّاء» و مفهومها المرض، وجاء مثلًا في الخطبة (176)
من نهج البلاغة، حيث يصف الإمام عليه السلام فيها القرآن الكريم:
و خلاصة القول، إنّ الفضائل و الرّذائل، و طبقاً لهذه النظرية و الرؤية،
علامةٌ لسلامة و مرض الرّوح عند الإنسان، والأنبياء عليهم السلام والأئمّة
المعصومين عليهم السلام، كانوا معلمي أخلاق، و أطباء نفسيين، و تعاليمهم تجسّد في
مضمونها الدّواء النّافع و العلاج الشافي.
و على هذا، فكما هو الحال في الطّب المادي، ولأجل الوصول إلى الشّفاء الكامل،
يحتاج المريض إلى الدواء، و يحتاج إلى الحُمية من بعض الأكلات، فكذلك في الطّب
النّفسي و الرّوحي الأخلاقي، يحتاج إلى الإمتناع عن أصدقاء السّوء، و المحيط
الملّوث بالمفساد الأخلاقيّة، و كذلك الإمتناع عن كلّ ما يَساعد على تفّشي الفساد،
في واقع الإنسان النفسي، و محتواه الداخلي.
فالطّب المادي جعل العمليّة الجراحيّة كعلاجٍ لبعض الحالات، و كذلك جعل الطّب