responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 91

مسئولية إجراء القانون، إذن فمقام الرسالة هو مقام التقنين، و مقام الإمامة و اولوا الأمر هو مقام إجراء القانون، و في زمن حياة النبي صلى الله عليه و آله كان النبي «رسولًا» و «ولي الأمر» و لكن بعد رحلت النبي صلى الله عليه و آله فإنّ الشخص المعصوم المنصوب من قبل اللَّه تعالى و رسوله هو المعني ب «اولي الأمر» و لم يكن ذلك إلّا الإمام علي عليه السلام و من بعده سائر الأئمّة المعصومين واحداً بعد الآخر، لأنه لم يرد ادعاء النصب الإلهي لهذا المقام إلّا للإمام علي و ذريته الطاهرين.

و النتيجة هو أن ادّعاء فعلية الإطاعة لا يضر بتطبيق كلمة «اولو الأمر» على الإمام علي عليه السلام بعد رحلة الرسول صلى الله عليه و آله و على أبنائه الطاهرين بعد رحلة الإمام علي عليه السلام كما هو المستفاد من الأحاديث الشريفة.

ب) أما الجواب الآخر فهو أن الإمام علي عليه السلام كان في حياة النبي صلى الله عليه و آله أيضاً من اولي الأمر، و على الأقل في فترة معيّنة من حياته الشريفة، و ذلك عند ما توجه النبي الأكرم صلى الله عليه و آله إلى غزوة تبوك و أبقى الإمام علي عليه السلام على المدينة بعنوان خليفته. و لتوضيح المطلب أكثر لا بدّ من إلقاء بعض الضوء على واقعة تبوك:

غزوة تبوك‌

إن هذه الغزوة هي آخر غزوة من غزوات النبي الأكرم صلى الله عليه و آله طيلة فترة رسالته حيث وقعت أحداثها في السنة الأخيرة من سنوات عمره الشريف، و مكانها يقع في أعلى نقطة من منطقة الحجاز و في الحدود المشتركة بين الجزيرة العربية و الروم الشرقية.

عند ما اتسعت رقعة الإسلام و استحكمت دعائمه في المدينة و انتشر خبره في أرجاء المعمورة أحست الدول المجاورة لدولة الإسلام و منها الروم الشرقية «سورية و فلسطين» بالخطر من هذه الدعوة الجديدة و فكروا في الهجوم على المسلمين لصد هذا الخطر الذي يهدد عروشهم و تيجانهم‌ [1] و لذلك أقدم الروم على تشكيل جيش مقداره أربعين ألف‌


[1] لم تكن بلاد الحجاز مطمعاً للدول الكبيرة في ذلك الزمان، لأنها لم تكن تشكل خطراً مهماً من جهة سكّانها و لا يوجد فيها موارد اقتصادية مهمة و لا حضارة متفوقة، بل كان أهل الحجاز نصف متوحشين حيث يعيشون الحروب الدائمة بينهم، فلم تكن و الحال هذه تشكل خطراً على البلدان المجاورة، فحتّى لو اعطيت الحجاز مجاناً إلى البلدان الاخرى لم تقبل بها، و لهذا كانت بعيدة عن أهداف الحكومات الاستعمارية، و لكن مع ظهور الإسلام و اتحاد القبائل العربية فيما بينها تحت لواء الإسلام و ظهور حضارة جديدة، أحسّ الأعداء بالخطر.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست