هناك أسئلة و
علامات استفهام عديدة قد تثار حول مدلول هذه الآية الشريفة و أهمها ثلاثة أسئلة:
السؤال
الأوّل: إذا كان الإمام عليّ عليه السلام هو مصداق اولي الأمر كما يقول
الشيعة إذن فلما ذا لم تكن إطاعته واجبة في زمان حياة رسول اللَّه صلى الله عليه و
آله في حين أن الآية الشريفة تقرر وجوب إطاعة اولو الأمر كما هو الحال في وجوب
إطاعة اللَّه و رسوله؟
و بعبارة
اخرى أن الإمام عليّ عليه السلام كان في عصر النبي مأموراً أيضاً و لم يكن آمراً
و قائداً تجب إطاعته على المسلمين، و عليه فإنّ التفسير المذكور للآية لا ينسجم مع
وجوب الإطاعة الفعلي لُاولي الأمر.
الجواب:
و يمكن الجواب عن هذا السؤال بنحوين:
ألف)
لا بدّ في البداية من معرفة المراد من «الرسول» و «اولو الأمر»، فلو فهمنا الفرق
بين هاتين الكلمتين سيتضح لنا الجواب على السؤال أعلاه، «الرسول» هو الشخص المرسل
من قبل اللَّه تعالى لبيان أحكامه و إبلاغ دينه و إنذار الناس، أي أنه مضافاً إلى
«النبوّة» و تبليغ الأحكام فإنه مرسل لإنذار الناس من العذاب الإلهي و ببيان أوضح
أن الرسول هو الشخص المأمور لبيان الأحكام و تبليغ الرسالة.
و أمّا «اولو
الأمر» فلا يتحملون مسئولية التقرير و التشريع بل مسئولية حراسة هذا القانون و
تجسيده على مستوى الواقع الاجتماعي، و بعبارة أوضح يمكن القول أن «النبي» يمكن
تشبيهه بالمشرّع و المقنن، بينما «اولو الأمر» هم القائمون على تنفيذ و إجراء هذه
القوانين.
و مع
الالتفات إلى هذا البيان فإنّ المقنن في زمن الرسول هو النبي الأكرم صلى الله عليه
و آله و كذلك كان النبي الأكرم مسئولًا عن تنفيذ القانون و إجرائه في الوسط
الاجتماعي، و على هذا الأساس ففي زمن حياة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله كان
صلى الله عليه و آله رسولًا و في نفس الوقت «ولي الأمر» أيضاً كما في مورد النبي
إبراهيم عليه السلام أيضاً حيث يقرر القرآن الكريم هذه الحقيقة و هو أنه قد نال
مقام الإمامة مضافاً إلى مقام النبوّة، أي أنه مضافاً إلى مرتبة التشريع و التقنين
نال مرتبة