و لكنّ بعض
المفسّرين من أهل السنّة قالوا بأنّ «إنّما»
في الآية لا تدلّ على الحصر لأن في القرآن آية اخرى أيضاً وردت فيها كلمة
«إنّما» و ليس لها دلالة على الحصر. و هي الآية الشريفة 20 من سورة الحديد
حيث يقول اللَّه تعالى:
فهنا نرى أنّ
كلمة «أنّما» في الآية أعلاه لا تدلّ على الحصر
لأننا نعلم أن الحياة الدنيا لا تنحصر في هذه الموارد المذكورة في الآية الشريفة
بل تشمل لذاّت اخرى و عبادات و نشاطات و تحصيل علم و غير ذلك من الامور، و عليه فكما
أنّ كلمة «أنّما» في هذه الآية لا تدلّ على الحصر
فكذلك في آية الولاية لا تدلّ على الحصر، فالاستدلال بهذه الآية على المطلوب ناقص.
الجواب:
هذا الإشكال من جملة الإشكالات الواهية التي لا تقوم على أساسٍ متين لأننا نعتقد
بأنه:
أوّلًا:
إنّ كلمة «إنّما» في هذه الآية أيضاً وردت بمعنى
الحصر، فالدنيا في نظر الإنسان المؤمن و العارف ليست في حقيقتها سوى اللهو و اللعب
و أمثال ذلك، و قد يتصور الإنسان المتورط في حبائل الدنيا اموراً اخرى في هذه
الدنيا و لكن لو نظر بعين الحقيقة لرأى أنّ جميع أشكال الحكومات و المقامات الدنيوية
و القصور الفخمة و أمثالها من مظاهر الدنيا ليست سوى لهو و لعب حيث يلهو بها أبناء
الدنيا.
ثانياً:
و على فرض أنّ كلمة «إنما» هنا لم ترد
في معناها الحقيقي فهذا لا يدلّ على أنّ الموارد الاخرى في استعمال هذه الكلمة
تحمل على غير معناها الحقيقي.
و النتيجة هي
أنّ كلمة «إنّما» الواردة في الآية الشريفة تدلّ على
الحصر بلا شكّ و الاستدلال بهذه الآية كامل.