و من الواضح
أنّ الورثة يرثون المال بعد موت الولي فلا تأتي هنا بمعنى الصديق و الناصر.
و النتيجة هي
أن كلمة «الولي» استعملت في الآيات الشريفة بمعان
مختلفة و لكنّها وردت في أكثر هذه الموارد بمعنى القيّم و صاحب الاختيار.
المراد من
الولي في الآية محل البحث
و نظراً لما
تقدّم آنفاً فما هو المراد من كلمة «ولي» في آية
الولاية؟ هل أنّ المراد منها هو الصديق و الناصر؟
إنّ هذا
المعنى يخالف أكثر موارد استعمال هذه الكلمة في جميع الآيات القرآنية.
إذن فالإنصاف
يدعونا إلى فهم الولي في هذه الآية بمعنى القيّم و صاحب اختيار لا بمعنى الصديق و
الناصر لأنّه:
أوّلًا:
كلمة «إنّما» الواردة في صدر الآية تدلّ على
الحصر، أي حصر الولي للمؤمنين بهؤلاء الثلاثة لا غير، في حين أنّه لو كان المراد
من كلمة الولي بمعنى الصديق فلا معنى للحصر حينئذٍ، لأنّ من الواضح وجود طوائف
اخرى غير هذه الطوائف الثلاثة المذكورة في الآية يمكن أن يكونوا من أصدقاء و أنصار
المؤمنين، مضافاً إلى أنه لو كان كلمة «الولي»
بمعنى الصديق أو الناصر فلا معنى لورود كل هذه القيود لكلمة
«الّذين آمنوا» بأن يشترط فيهم دفع الزكاة في حال الركوع لأن جميع المؤمنين بل و
غير المؤمنين من الذين لا يصلّون يمكنهم أن يكونوا من أصدقاء المسلمين، و على هذا
الأساس فيستفاد من كلمة «إنّما» التي تدلّ
على الحصر و كذلك القيود العديدة لكلمة «الذين آمنوا»
أنّ الولاية في الآية الشريفة