وصيّاً على
أبنائه و ذريته، و على هذا الأساس فإنّ الإمام علي عليه السلام وصي رسول اللَّه
صلى الله عليه و آله في المسائل المتعلقة بالدين، أجل إنّ النبي الأكرم صلى الله
عليه و آله و لغرض تكميل و استمرار الدعوة السماوية و الدين الإلهي جعل من الإمام
علي عليه السلام وصيّاً له على هذا الأمر.
3-
«واعي علمي»: «وعى» على وزن «سعى» و يراد بها كما ذكر أهل اللغة: حفظ الشيء في
القلب، أي أن يتفكر الإنسان في شيء معين و يحفظه في قلبه و يجعله نبراساً له و
مصباحاً يضيء طريق حياته، و عليه فإن الإمام علي عليه السلام قد وعى جميع العلوم
النبوية و المعارف الإلهية و جعلها تحت اختيار المسلمين ليستضيئوا بنورها و يسلكوا
في خطّ الهدى و العقيدة و الرسالة بضوئها.
فهل يصحّ مع
وجود مثل هذه الشخصية الممتازة أن نقلد امور الخلافة و زمام تدبير الامّة بيد شخص
آخر؟
4-
«و خليفتي على من آمن بي»: و في الحقيقة إنّ رسول اللَّه صلى
الله عليه و آله في هذه الجملة- التي تعتبر نتيجة منطقية للجملات الثلاث المتقدمة-
لم يدع ذريعة واحدة للمخالفين، و أعلن بصريح العبارة للعالم أجمع استخلافه للإمام
علي عليه السلام من بعده، فلم يكتف صلى الله عليه و آله بكلمة «خليفتي» لئلّا يقول
أهل البدع و الأهواء «إن مراد النبي هو الوصاية على الأهل و الأولاد لا الخلافة
على المسلمين»، فقد بيّن النبي صلى الله عليه و آله بصريح العبارة و بأفضل بيان
خلافة و إمامة الإمام علي عليه السلام و أولاده على جميع المسلمين إلى قيام
القيامة.
النتيجة: انه
بالرغم من أن الضروري هو التأكيد على مرجعيّة أهل البيت عليهم السلام العلميّة و
على رأسهم الإمام علي عليه السلام، إلّا أنّ فصل مسألة الإمامة عن الخلافة أمر
خطير و خطأ كبير و يترتب عليه لوازم سلبية كثيرة لا يلتزم بها أحد.