هذه المضامين
الواردة في الروايات الشريفة توضح بصورة جيّدة أن الشخص الذي رُزق الحكمة و
المعرفة في الامّة الإسلامية بعد رسول اللَّه هو علي بن أبي طالب عليه السلام و
أنه لا يصل إليه أحد من الصحابة في العلم و المعرفة، و بما أن أهم ركن من أركان
الإمامة هو العلم و الحكمة و المعرفة فإنّ أجدر الناس لهذا المقام بعد رسول اللَّه
صلى الله عليه و آله هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
سعة علم
الإمام علي عليه السلام و حكمته
إنّ دائرة
علم علي بن أبي طالب عليه السلام و حكمته واسعة إلى درجة أن شعاع نور علمه بلغ
مبلغ اعترف به حتّى مخالفيه و لم يقدروا على إنكاره بل كانوا يرجعون إليه في
قضاياهم و ما تشتبك عليهم من الامور، فكان مرجعاً علمياً لهم حيث كان الخلفاء
الثلاثة الذين سبقوه يرجعون إليه في كثير من التعقيدات العلميّة و المشاكل
الفقهيّة أيّام المحنة و السكوت الطويل، و الأمثلة على ذلك كثيرة في تاريخ صدر
الإسلام و نكتفي هنا بذكر نماذج منها:
1-
المرجعية العلمية للإمام علي عليه السلام
يقول أنس ابن
مالك خادم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ رسول اللَّه قال لعلي بن أبي طالب
عليه السلام:
«انْتَ تُبيّنُ لِأُمَّتِي ما اخْتَلَفُوا فِيهِ
بَعْدِي»[2].
و أحد وظائف
الإمامة و الولاية المهمة هي حفظ حريم القرآن و خزانة العلوم النبوية و نقلها
بصورة صحيحة إلى العلماء و الفقهاء و شرح ما أشكل عليهم من مفاهيم و أحكام
[2] مستدرك الصحيحين: ج 3، ص 122، و كنز
العمّال: ج 6، ص 156، و المرحوم التستري في إحقاق الحقّ: ج 6، ص 52 و 53، إضافة
إلى المصدرين المذكورين وردت هذه الرواية في أربعة كتب اخرى أيضاً.