كواحد من
الناس بل تتعلق بجميع أفراد المجتمع الإسلامي و المجتمع البشري أيضاً، و عليه فلو
واجه مؤامرة في بيته و من أقرب الناس إليه فإنّ هذه المؤامرة رغم كونها خاصّة و
محدودة بدائرة صغيرة إلّا أن ذلك لا يعني أن نمرُّ عليها مرور الكرام و من موقع
عدم الاهتمام فإنّ حيثية النبوّة و هذا المقام العظيم لا ينبغي أن يكون «و العياذ
باللَّه» العوبة بيد هذا و ذاك، فلو فُرض أن واجه النبي مثل هذه الحال فلا بدّ أن
يتعامل مع هذا الموقف بجديّة و قاطعيّة لئلّا يسري الأمر إلى موارد اخرى.
الآيات
الاولى من سورة التحريم في الحقيقة تتضمن أمراً قاطعاً من اللَّه تعالى لنبيّه
الكريم أن يتّخذ موقفاً صارماً من هذه الحادثة، و من أجل حفظ كرامة النبي و حيثيته
تقول الآية:
و معلوم أن
هذا التحريم لم يكن تحريماً شرعياً بل كما سيأتي توضيحه في الآيات اللاحقة أنه كان
بمثابة قَسَم من النبي الكريم صلى الله عليه و آله، و نعلم أن القسم على ترك بعض
المباحات لا يعدُّ من الذنوب، و عليه فإنّ جملة «لِمَ تحرّم» لم ترد بعنوان عتاب و
توبيخ بل هو نوع من الشفقة و اللطف، كما يقال لمن يتعب نفسه كثيراً في خدمة
الآخرين و من دون أن يعود عليه إلّا بالنفع القليل: لما ذا تتعب نفسك كثيراً و
تعمل كلّ هذه الأعمال و لا تنتفع منها إلّا القليل؟
«وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»،
ثمّ إنّ اللَّه تعالى يختم الآية الشريفة بالغفران و الرحمة للزوجات اللواتي سبّبن
وقوع هذه الحادثة فيما لو صدقن في التوبة إلى اللَّه تعالى، أو هي إشارة إلى أنّ
الأفضل للنبي الكريم صلى الله عليه و آله أن لا يقسم مثل هذا القسم بحيث يحتمل أن
يتسبب في إقدام بعض زوجاته على مستوى الجرأة و الجسارة.
و تضيف الآية
التالية «قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ»
و بهذا جعل اللَّه تعالى كفّارة القسم ليتحرر الإنسان من قَسَمه و لا يتورط في
الذنب في الموارد التي يكون ترك العمل مرجوحاً «من قبيل الآية مورد البحث» في هذه
الصورة يجوز حنث اليمين و لكن لأجل حفظ حرمة اليمين فالأفضل دفع كفّارة.
«وَ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ» و هو الذي بيّن لكم طريق النجاة و التخلّص من