و طبقاً لما
تقدّم فصاحب «الاذن الواعية» هو الإمام علي عليه السلام الذي لا يفترق عن القرآن
الكريم و أعلم المسلمين بأمر القضاء و أفضل الصحابة و أعرفهم بكتاب اللَّه، و مع
الأخذ بنظر الاعتبار ما تقدّم فإن اللَّه تعالى إذا أراد أن ينصب شخصاً للخلافة و
الإمامة بعد النبي الأكرم صلى الله عليه و آله فهل يعقل أن ينصب شخصاً آخر لهذا
المقام غير الإمام علي عليه السلام؟ و لو قلنا بأن هذا المقام يتم باختيار الناس
فهل يقرر العقلاء و أصحاب الفكر مع وجود الإمام علي عليه السلام بكلّ هذه الفضائل
و الصفات السامية، انتخاب غيره لهذه المهمة؟
نرى أن من
اللازم أن نتوجه مرّة اخرى إلى اللَّه تعالى و نرفع أيدينا بالشكر و الثناء من
صميم القلب على هذه النعمة العظيمة و هي أن وفقنا لاتباع مثل هذا الإنسان الكامل و
العظيم و جعلنا من شيعة الإمام علي عليه السلام و أهل بيته الطاهرين عليهم السلام
و نشكر كذلك آباءنا و امهاتنا الذين عرّفونا بالإمام علي عليه السلام و عملوا على
تربيتنا بحبّ هذا الإنسان العظيم و ولايته و نشكر أيضاً جميع المعلمين و الأساتذة
و العلماء على طول التاريخ على ما تحمّلوا من أتعاب و مشقّات لكي يرفعوا لواء
الولاية في هذا البلد الإسلامي العريق «ايران» و نطلب من اللَّه تعالى أيضاً:
إلهنا،
ارزقنا العشق و المودّة الدائمة لهذا الإمام العزيز و احيى قلوبنا و أرواحنا بهذه
الولاية و المحبّة و اجعل نسلنا و ذريتنا إلى يوم القيامة من شيعة الإمام علي عليه
السلام الحقيقيين.
ربّنا، اغثنا
في اللحظات الحرجة و ساعات الاحتضار و مواقف المحشر و القيامة بالإمام علي و أهل
بيته الطاهرين.
إلهنا وفّقنا
إلى أن نكون في أعمالنا و أقوالنا من أتباع أهل البيت عليهم السلام بحيث ننال بذلك
رضاك و المنزلة عندك.