و من أجل
توضيح الأبعاد المختلفة من شخصية الإمام علي عليه السلام و امتيازات و خصائص خليفة
رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالحقّ نلفت نظر القارئ الكريم إلى ثلاث روايات
وردت في مصادر أهل السنّة:
1- ينقل
الطبراني عن امّ سلمة زوجة الرسول عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنه قال:
سؤال:
عند ما يقول النبي «علي مع القرآن و القرآن مع علي» فما ذا يقصد بذلك؟ هل يقصد أن
الإمام علي كان يحمل معه القرآن دائماً، أو أن مراده هو أنه عليه السلام حافظ
للقرآن، أو مراده شيء آخر؟
الجواب:
إنّ مراده من هذه الجملة هو أن تفسير القرآن و العلم بآياته و معارفه موجود لدى
عليّ بن أبي طالب عليه السلام و لا يفترق عنه و كذلك العمل بمضامينه و دستوراته
فإنها تتجسد في سلوكيات أمير المؤمنين فهو العالم و العامل بالقرآن الكريم، فالعلم
في القرآن و العمل به لا ينفكّان عن الإمام علي عليه السلام، و هذا في الحقيقة
امتياز كبير و فضيلة عظيمة لم ترد في حقّ أي واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و
آله.
دعاء النبي
صلى الله عليه و آله في حقّ علي عليه السلام
2- و قد أورد
الحاكم النيشابوري في كتاب «مستدرك الصحيحين» بسند صحيح و معتبر عن الإمام علي
عليه السلام أنه قال:
قالَ:
بَعَثَني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله إلَى الْيَمَنِ فقُلْتُ يا رَسُولَ
اللَّهِ بَعَثْتَنِي وَ انَا شابٌّ اقْضِي بَيْنَهُم وَ انَا لا ادْرِي ما
الْقَضاءُ، فَضَرَبَ صَدْرِي ثُمَّ قالَ صلى الله عليه و آله: «اللّهُمَّ اهْدِ
قَلْبَهُ وَ ثَبِّتْ لِسانَهُ» فَوَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ[2] ما شَكَكْتُ فِي قَضاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدُ[3].
[2] يعدّ هذا القَسَم مهماً جدّاً، و لذا ورد
ذكره بكثرة في روايات المعصومين، فعند ما تنفتح الحبّة عن نبتة زاهرة من بطن الأرض
يكون حالها حال الجنين الذي يخرج من بطن امّه، فجميع القوانين الحاكمة على ظاهرة
ولادة الجنين، حاكمة كذلك على خروج النبتة من الحبّة.
[3] مستدرك الصحيحين (نقلًا عن نور الأبصار: ص
88) حيث نقل الرواية المذكورة عن مستدرك الصحيحين: ج 3، ص 135، و لكن مع تفاوت
يسير.