كاملًا و
يكون بالتالي حلّالًا لمشكلات الناس و من البديهي أن اللازم للإمامة و الخلافة هو
أن يكون الخليفة بمستوى كبير و مرتبة عالية من العلم و المعرفة ليكون مستحقاً
للخلافة و أهلًا لقيادة الامّة إلى ساحل النجاة، و لذلك نقول إنّ عليّ ابن أبي
طالب و باعترافكم أعلم و أفضل من جميع من يدعي الخلافة بعد رسول اللَّه، فأيُّ
عاقل يبيح لنفسه أن يختار شخصاً آخر للخلافة مع وجود مثل هذه الشخصية العظيمة؟
و على هذا
الأساس فكيف تدلُّ هذه الآية الشريفة على علم الإمام علي عليه السلام و تقواه
العظيمة و لا تدلُّ على خلافته و إمامته؟ أ ليس هذا من التناقض؟
ملاحظة
ظريفة من الفخر الرازي
الفخر الرازي
في تفسيره لكلمة «اذنٌ واعية» يطرح هذا السؤال:
لما ذا وردت
«اذنٌ واعية» بصورة المفرد و النكرة و لم ترد بصيغة الجمع و المعرفة؟
ثمّ يجيب على
هذا السؤال بثلاث امور:
1-
«للايذان بأنّ الوعاة فيهم قلّة» فإنّ اللَّه تعالى يريد بهذا التعبير
إفهام المخاطبين بأن أصحاب الاذن الواعية قليلون و غير معروفين بين الناس.
2-
«لتوبيخه الناس بقلّة من يعي منهم» فأراد اللَّه تعالى بهذه العبارة
توبيخ الناس و ذمّهم على قلّة من يأخذ الامور من موقع الوعي و الفهم السليم.
3-
«للدّلالة على أنّ الاذن الواحدة إذا وعت و عقلت عن اللَّه فهي السّواد الأعظم عند
اللَّه و أنّ ما سواه لا يلتفت إليهم»[1]
فصاحب الاذن الواعية يعادل جمع غفير من الناس في واقع الأمر.
و مع
الالتفات إلى هذا البيان و كذلك ما ورد في الروايات من أن المراد بالاذن الواعية
هو علي بن أبي طالب عليه السلام، تكون النتيجة أنّ مصداق هذه الآية الشريفة هو
أمير المؤمنين عليه السلام و هذا المطلب يؤيد ما ورد في شأن النزول و من دعاء
النبي الأكرم صلى الله عليه و آله للإمام علي عليه السلام.