responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 311

و تشير هذه الآية إلى قصة نوح عند ما أمطرت السماء بأمر اللَّه تعالى بماء منهمر و تفجّرت الأرض بالعيون الفوّارة و جرى السيل المهيب بحيث لم يستغرق سوى مدّة قليلة حتّى عمّ الماء أرض المعمورة و لم تسلم من الطوفان حتّى الجبال و لذلك أمر اللَّه تعالى نوح و من معه من المؤمنين بركوب السفينة لينقذوا أنفسهم من الغرق، و لكن الوثنيين و المشركين و منهم ابن نوح الذين أصرّوا على سلوك خطّ الباطل و الشرك و الانحراف غرقوا جميعاً في هذا الطوفان، هؤلاء كانوا يسخرون يوماً من النبي نوح عليه السلام لصنعه السفينة بعيداً عن البحر بل اتهموه بالجنون أيضاً و عند ما حدث الطوفان و أمطرت السماء ذلك المطر العجيب وجدوا أنفسهم في معرض العقاب الإلهي و هلكوا جميعاً بسوء أفعالهم.

«لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ».

فالقرآن الكريم يشير هنا إلى أن استعراض قصص الأقوام السالفة و الأنبياء الإلهيين ليس بهدف بيان وقائع تاريخية محضة بل الهدف و الغاية من ذلك هو كسب العبرة و استيحاء التجارب من أحداث التاريخ الغابر و الاستفادة منها لممارسات الحاضر و لا يتدبّر في هذه الامور و يستفيد منها إلّا من كانت له اذن واعية و نفس متذكرة لتحفظ هذه الحوادث و القصص التاريخية، «وعى» بمعنى حفظ الشي‌ء في القلب و في المصطلح الجديد تطلق هذه الكلمة «الوعي» على من يتعامل مع الأحداث بذهنية متحركة و فكر جيّد، و عليه فعبارة «اذنٌ واعية» تعني الشخصية التي تستوعب الحدث و تحفظه لتستفيد منه على مستوى التطبيق و الممارسة و لا تتركه في طيّات النسيان كما هو الحال في المثال المعروف «يسمع من هذه الاذن و يخرجه من اذنه الاخرى‌» فالإنسان الواعي لا يتعامل مع مستجدات الواقع بهذه الصورة بل يسمع بكلا اذنيه و يحفظ ما سمعه في قلبه ليكون صاحب الاذن الواعية، و العين البصيرة، و القلب السليم، و العقل المتفكّر.

من هو صاحب الاذن الواعية؟

بالرغم من أن الآية الشريفة لها مفهوم واسع و شامل لجميع الأفراد الذين يتّسمون بهذه السمة «الاذن الواعية» و لكن طبقاً لما ورد في الروايات الكثيرة في تفسير هذه الآية فإنّ‌

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست