يعدّ أمراً
ضرورياً جدّاً في عملية الإصلاح الاجتماعي أو نجاح الحكومة، و من أجل تحصيل هذه
الغاية فلا بدّ من النفوذ إلى قلوب الناس و جذب مودّتهم و كسب حبّهم، و عند ما نرى
أن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قد نجح في مدّة قصيرة أن ينشر دعوته السماوية
إلى شرق العالم و غربه و يوحّد قلوب المسلمين و يزيل عنهم الأحقاد و التعصّبات
القديمة و يشكّل جيشاً موحّداً و قويّاً استطاع بواسطته أن يوصل دعوته الإلهية إلى
شتّى بقاع المعمورة فإنّ ذلك كان بسبب أخلاقه السامية و نفوذه العجيب في قلوب
الناس من المسلمين و غير المسلمين كما يحدّثنا القرآن الكريم عن هذه الحقيقة و
يقول:
و هكذا
بالنسبة إلى النبي إبراهيم عليه السلام عند ما هاجر بأمر من اللَّه تعالى إلى مكّة
و أسكن زوجته و طفله الرضيع في أرض قاحلة لا ماء فيها و لا غذاء و من دون زاد و
متاع إلى جانب بيت اللَّه الحرام، رفع يديه للدعاء و قال:
فكان إبراهيم
عليه السلام يعلم أن النفوذ إلى القلوب هو أعظم رأس مال للإنسان و لهذا طلب من
اللَّه تعالى أن يجعل محبّة أهل بيته في قلوب الناس.
الإمام
الخميني رحمه الله بدوره لم يكن لديه منذ بداية الثورة و لآخر يوم من أيامها
سلاحاً مهمّاً من الأسلحة المتعارفة ليواجه بها أعوان الشاه و جيشه المسلّح، و
لكنه كان يمتلك سلاحاً أقوى فاعليّة و أمضى قوّة من جميع الأسلحة المتطورة لطاغوت
زمانه، و هو المحبّة في قلوب الناس و تعاطف الجماهير مع دعوته الإلهية، و الخلاصة
أن عنصر النفوذ في القلب يعدّ أهم رأس مال للقادة و المصلحين في سائر المجتمعات
البشرية.