الممارسة و
العمل لتجسيد هذه الفضائل و المناقب في حياتنا و أفعالنا و أقوالنا، و تأسيساً على
هذا فإذا رأينا أن الآيات الكريمة تتحدّث عن أمير المؤمنين عليه السلام من موقع
المدح و الثناء و أنه «صادق و مصدق» فلا بدّ أن يكون الشيعي كذلك أيضاً في تأييد
كلام الحقّ و الصدق و أن يبعد عن نفسه المؤثرات العاطفيّة و المزاجيّة، و اللطيف
أن المؤمن إذا سمع كلام الحقّ حتّى من الشيطان نفسه فعليه أن يستمع له و يصدّق
بكلام الحقّ كما أمر اللَّه تعالى نبيه نوح بأن يستمع لكلام الشيطان عند ما نصحه
حتّى لو كانت النصيحة من الشيطان نفسه [1].
و هنا نلفت
نظر المؤمنين الصادقين و المصدّقين إلى حديثين شريفين في هذا المجال:
فطبقاً لهذا
الحديث الشريف فإنّ مقتضى الإيمان هو ملازمة الصدق و الحقّ و أن المؤمن لا يمكن أن
يكون كاذباً.
نسأل اللَّه
تعالى أن يجعلنا من المتحلّين بالإيمان و السائرين على خطى أمير المؤمنين عليه
السلام و أن نقتبس من فضائله و مناقبه و خاصّة فضيلة الصدق و التصديق بالحقّ و
الحقيقة.
[1] نصائح الشيطان للنبي نوح مذكورة في كتاب
«الشيطان عدو الإنسان» ص 67، و كتاب «مواعظ الأنبياء» ص 42 فصاعداً.