دافعاً و
محرّكاً لهم على الإيمان بموسى و بالرسالة السماوية، و عند ما شاهد فرعون هذه
الظاهرة العجيبة شرع بالحديث مع السحرة من موقع التهديد و الإرعاب و قال لهم:
و لكنّ نور
الإيمان جعل من تعذيب فرعون لهؤلاء السحرة سهلًا و يسيراً و لذلك أعلنوا استعدادهم
لتقبّل كلّ أشكال التعذيب و القتل على التخلّي عن اعتقادهم و إيمانهم:
و يستفاد من
هذه الآيات الشريفة أن «أوّل المؤمنين» يعدّ امتيازاً كبيراً للإنسان بحيث إنه
يعتبر كفّارة لجميع الذنوب السابقة، و العلّة في ذلك واضحة، لأنه ليس كلُّ شخص
مستعداً لأن يكون أوّل المؤمنين و يتقبّل الأخطار و الإضرار و جميع التبعات و
التحدّيات التي يفرضها الواقع المخالف عليه، و لذلك فإنّ ثواب «أوّل المؤمنين»
يمتاز عن سائر أشكال المثوبات الاخرى.
الإمام علي
عليه السلام كان أوّل المؤمنين بين المسلمين جميعاً و لذلك يعدُّ امتيازاً خاصّاً
و فضيلة مهمّة له حيث يعبر ذلك عن شجاعته و شهامته عند ما لبّى نداء النبي الأكرم
صلى الله عليه و آله و شخّص الحقّ من الباطل و أن هذه الدعوة هي دعوة إلهيّة، و
لذلك لم يتردد لحظة في الاستجابة لدعوة النبي و حظى بمنزلة «أوّل المؤمنين
إيماناً».
الإنسان
الشيعي ينبغي عليه أن يتحلّى بهذه الخصلة و الفضيلة أيضاً و عند ما تشيع الفحشاء و
تسود المفاسد في المجتمع عليه أن يكون أوّل من يتقدّم لكسر حاجز الصمت و التصدّي
لهذه المفاسد و القبائح على المستوى الفكري و الأخلاقي و يكون أوّل الآمرين
بالمعروف و الناهين عن المنكر، و على الإخوان الأعزاء الذين يشتركون في مجالس
الفرح و السرور فيما لو شاهدوا أن المجلس قد تلوّث بالذنوب و المعاصي و لا أحد من
الحاضرين يتصدّى للنهي عنها فلا ينبغي أن يكون حاله كحال بقية الناس، ففي ذلك تكمن
الفضيحة