responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 266

الجواب: يستفاد من الآيات التالية أن مسألة إلغاء العهود كانت في موارد العهود التي ليست لها مدّة أو انتهت مدّتها، و كذلك العهود التي لم تنته مدّتها و لكنّ المشركين نقضوا العهد و تعاونوا مع أعداء الإسلام و المسلمين كما حصل في حرب الأحزاب و أمثالها، و أما العهود التي لم تنته مدّتها و لم يتخلف أصحابها عن مضمون العهد و لم يساعدوا أعداء الإسلام بشي‌ء فإنّ مثل هذه العهود باقية على قوّتها و فاعليتها إلى انتهاء المدّة المقررة كما ورد ذلك في الآية الرابعة من سورة التوبة لأن العهد محترم جدّاً في نظر الإسلام حتّى لو كان مع العدو، فلو اقتضت المصلحة أن يكون للمسلمين عهد و ميثاق مع الكفّار فيجب أن يحترم المسلمون هذا العهد و يلتزموا به.

«وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ».

بالنسبة إلى «الحجّ الأكبر» وردت تفاسير مختلفة و أفضلها هو أن المراد من الحجّ الأكبر هو «حجّ التمتع» الذي يتضمّن في مناسكه الوقوف في عرفات و المشعر الحرام و منى و الهدي و رمي الجمرات و أمثال ذلك، و المراد من الحجّ الأصغر هو «عمرة التمتع» [1]، و على أيّة حال فلا بدّ من دراسة هذا الإعلان الإلهي في حجّ التمتّع للسنة التاسعة للهجرة و ما ذا كان مضمونه و محتواه؟ و تستمر الآيات الشريفة بالقول:

«أَنَّ اللَّهَ بَرِي‌ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ» و لهذا فإنّ جميع المعاهدات ملغيّة بعد إعلان براءة اللَّه و رسوله من المشركين، و على هذا الأساس فإنّ أمام المشركين و الكفّار طريقان لا أكثر: الأوّل‌ هو أن يتوبوا إلى اللَّه و يتركوا الشرك و يدخلوا في الإسلام.

«فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» لأنّ ذلك يؤمن لهم الأمن في الدنيا و السعادة في الآخرة من خلال العمل بتعليمات الإسلام و أداء الواجبات و ترك المحرمات.

الثاني: «وَ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَ بَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ» و لو أصرّوا على الشرك و الحرب مع الحقّ فإنهم لا يستطيعون الخروج من دائرة القدرة الإلهية و مضافاً إلى أن العذاب الإلهي الأليم بانتظارهم.


[1] و قد ورد في معنى «الحجّ الأكبر» أنه «يوم عرفة» و «يوم الأضحى»، و للمزيد من الاطلاع انظر: مجمع البيان: ج 2، ص 5، و تفسير الكشاف: ج 2، ص 244.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست