يذكروا مدّة
محدودة لعهدهم هذا، فلهم فرصة أربعة أشهر لينضموا إلى الإسلام، و بعد انتهاء هذه
المدّة لا يبقى عهد و ميثاق بينهم و بين النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، و أما
من كان له عهد مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لمدّة معيّنة و لم تنتهِ هذه
المدّة و لم يرتكب ما يخالف العهد و لم يتحرّك على مستوى معونة أعداء الإسلام فإن
عهده محترم إلى نهاية المدّة [1].
و هكذا وجد
النبي الأكرم صلى الله عليه و آله نفسه مأموراً بإبلاغ هذه التعليمات و الأوامر
الإلهية في أيّام الحجّ من السنة العاشرة للهجرة و إخبار المشركين بها، فاختار
النبي لهذه المهمة أبا بكر ليقرأ الآيات الاولى من سورة التوبة على المشركين في
أيّام الحجّ، و توجه أبو بكر نحو مكّة لأداء هذه المهمة و لكن لم يمض سوى القليل
حتّى هبط جبرئيل الأمين على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و قال له:
«إنه لن يؤديها عنك إلّا أنت أو رجل منك»
فدعا النبي الأكرم صلى الله عليه و آله الإمام علي عليه السلام و قال له:
«احقه فردّ عليَّ أبا بكر و بلّغها أنت» ففعل ذلك الإمام علي عليه
السلام و أخذها من أبي بكر و أبلغها عامة المشركين في أيّام الحجّ
[2].
و يقول
الطبرسي في هذا المجال:
اجمع
المفسّرون و نقلة الأخبار انّه لمّا نزلت براءة رفعها رسول اللَّه صلى الله عليه و
آله إلى أبي بكر، ثمّ أخذها منه و دفعها إلى عليّ بن أبي طالب[3].
و قد أوضحنا
بالتفصيل ما ذكره «صاحب مجمع البيان» و المقدار المشترك بين جميع الروايات هو ما
ذكرنا و قد أورد صاحب كتاب «احقاق الحقّ» هذا المعنى من أربعين كتاب من كتب أهل
السنّة. [4]