«إننا قد وجدنا ما وعد ربُّنا حقّاً و قد تبيّن
لنا صحّة الطريق الذي سلكناه في الدنيا و أوصلنا هذا الطريق من خلال الإيمان و
العمل الصالح إلى الجنّة و حظينا بجميع ما وعد اللَّه تعالى للمؤمنين فهل وجدتم ما
وعد ربُّكم حقّاً؟ هل تحققت و عود اللَّه في حقّكم من العقاب على ما ارتكبتم من
الذنوب و الجرائم؟
«قالُوا نَعَمْ» و هكذا يجيب
أهل النار على هذا السؤال بالإيجاب و أن اللَّه قد أنجز ما وعدهم من العذاب و
العقاب الاخروي.
سؤال:
لما ذا يسأل أهل الجنّة هذه الامور من أهل النار؟
الجواب:
يحتمل أن سؤالهم كان لغرض تحصيل اطمئنان أكثر و إيمان أعلى بما وعد اللَّه رغم أن
أهل الجنّة يؤمنون بجميع ما وعدهم الأنبياء من امور الغيب و يعتقدون به و لكنهم
عند ما يرون ذلك بامّ أعينهم أو يسمعون من أهل النار تحقّق الوعيد الإلهي بحقّهم
فإنّ إيمانهم سيزداد و يتعمق أكثر.
الاحتمال
الآخر هو أنهم يسألون أهل النار من أجل التهكم و الذم و التقريع لهم كما كان أهل
النار يلومون المؤمنين في الدنيا و يذمّونهم و يسخرون منهم على اعتقاداتهم و
إيمانهم بالغيب فهذه المساءلة نوع من المقابلة بالمثل.
«فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ
اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ» كختام للمحاورة المذكورة بين أهل
الجنّة و أهل النار لا بدّ و أن يكون هناك من يختم هذا الحوار و لذلك ورد النداء
الإلهي «أن لعنة اللَّه على الظالمين» و تنتهي بذلك المساءلة و يسدل الستار على
هذه المحاورة.
من هو
المؤذّن؟
سؤال:
من هو المؤذّن في الآية 44 من سورة الأعراف؟ و من هو هذا الشخص الذي يختم الحوار
المذكور بالنداء الإلهي و الذي توحي الآية أن له سلطة على الجنّة و النار و
القيامة؟ و من هو هذا الشخص الذي يسمعه جميع الناس في ذلك اليوم و يختم بكلامه
عملية المحاورة بين أهل الجنّة و أهل النار؟
الجواب:
هناك روايات متعددة مذكورة في مصادر الشيعة و أهل السنّة تؤكد على أن