responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 252

من هو الذي «عنده علم الكتاب»؟

يذكر العلّامة الطبرسي في مجمع البيان ثلاث نظريات في هذا المجال:

1- أن المراد بقوله‌ «مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» هو اللَّه تعالى، و في الحقيقة فهذه الجملة بمثابة عطف تفسيري على «باللَّه» الذي ورد في صدر الآية، فكليهما بمعنى واحد، و عليه ففي هذه الآية الشريفة لا يوجد أكثر من شاهد واحد يشهد على صدق ادعاء نبي الإسلام صلى الله عليه و آله و هو اللَّه تعالى‌ [1].

و لكنّ هذه النظرية مردودة، لأن الأصل الأولي في العطف هو التعدد و الجملة المعطوفة تقرر مطلباً جديداً غير المعطوف عليه، و العطف التفسيري خلاف الأصل، و هذه الحقيقة يذعن لها علماء اللغة و الأدب العربي، و عليه فما لم يتوفر لنا دليل معتبر على أن الجملة أعلاه هي عطف تفسيري، فلا بدّ من حملها على معنىً آخر غير المعطوف عليه لئلّا نقع في إشكالية التكرار، و لذلك فالنظرية الاولى غير مقبولة.

2- و منهم من ذهب إلى أن المراد من جملة «مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» هم اولئك الأشخاص من أهل الذمّة الذين اعتنقوا الإسلام و منهم «عبد اللّه ابن سلام» [2] العالم اليهودي، و لكنه كان منصفاً و قد قرأ علامات نبوّة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله في التوراة و عند ما رآها منطبقة على محمّد بن عبد اللّه صلى الله عليه و آله و علم أنه مرسل من اللَّه تعالى آمن به في حين أنه لو بقي على دين اليهودية كان يحظى‌ بمنزلة كبيرة بينهم و قد يحصل من ذلك الكثير من الأموال و الثروات، و لكنه عند ما علم بحقيقة الأمر سحق أهواءه النفسية و اعتنق الإسلام، و لهذا فإن هذا الشخص هو الذي عنده «علم الكتاب» أي كان يعلم بعلائم النبي في التوراة و يشهد بذلك، إذن فإن هذه الآية تقرر شاهدين على صدق ادعاء النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، و بعبارة اخرى إنّ اللَّه تعالى و الكتب السماوية السابقة تشهد بصدق نبوّة نبي الإسلام صلى الله عليه و آله.

و لكنّ هذه النظرية أيضاً غير مقبولة، لأن سورة الرعد من السور المكية في حين أن‌


[1] مجمع البيان: ج 3، ص 301.

[2] نفس المصدر السابق.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست