responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 24

من في القبور؟! فقالوا: نشهد بذلك، قال: اللّهمّ اشهد، ثمّ قال:

أيّها الناس أ تسمعوني؟ قالوا: نعم، ثمّ عمّ السكوت الصحراء فلم يُسمع إلّا صوت الريح، فقال صلى الله عليه و آله: فانظروا ما ذا صنعتم بالثقلين من بعدي؟

فقال رجل من بين القوم: ما هذا الثقلان يا رسول اللَّه؟!

قال صلى الله عليه و آله: أما الثقل الأكبر فهو كتاب اللَّه حبل ممدود من اللَّه إليكم، طرفه بيد اللَّه و الطرف الآخر بأيديكم، فلا تدعوه، و أما الثقل الأصغر فهم عترتي و قد أخبرني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فلا تتقدموهما فتهلكوا و لا تتأخروا عنهما فتهلكوا.

و نظر الناس إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هو يلتفت حوله، و كأنه يبحث عن أحد، و لما وقعت عيناه على علي عليه السلام التفت إليه و أخذ بيده و رفعها حتّى بان بياض إبطيهما، و شاهدهما جميع القوم، و عرفوا أنه ذلك الفارس المقدام، و هنا ارتفع صوت النبي صلى الله عليه و آله، و قال: أيُّهَا النّاسُ مَنْ أَوْلَى النّاسِ بِالمُؤمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟

قالوا: اللَّه و رسوله أعلم،

فقال النبي صلى الله عليه و آله: اللَّه مولاي، و أنا مولى المؤمنين و أولى منهم بأنفسهم، ثمّ قال: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ‌، و كرر هذا الكلام ثلاث مرّات، و كما قال أرباب الحديث: انه كرره أربعاً، ثمّ رفع رأسه نحو السماء، و قال:

اللّهمّ والِ مَنْ والاه وَ عادِ مَنْ عاداهُ، وَ أَحِبّ مَنْ أَحَبَّهُ وَ ابْغِضْ مَنْ أبْغَضَهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَه وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَ أَدِرِ الْحَقّ مَعَهُ حَيْثُ دارَ.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله: أَلا فَلْيُبلّغ الشّاهِدُ الْغائِبَ.

هنا انتهت خطبة الرسول صلى الله عليه و آله و كان العرق يتصبب من النبي صلى الله عليه و آله و الجميع، و ما زال الناس لم يتفرقوا من ذلك المكان حتّى‌ نزل عليه الوحي و قرأ هذه الآية على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي»، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

اللَّهُ أَكْبَرْ، اللَّهُ أَكْبَرْ عَلَى اكْمالِ الدِّيْنِ وَ اتْمامِ النِّعْمَة وَ رِضَى الرَّبُّ بِرِسَالَتِي وَ الْوِلايَةِ لِعَليٍّ مِنْ بَعْدي.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست