و على هذا
الأساس فإن شأن النزول المذكور لا يدانيه شك و لا ريب.
ملاحظة
مهمّة!
بلا شكّ كان
العبّاس ابن عبد المطلب عند نزول آية سقاية الحاج مؤمناً مجاهداً و هكذا الحال مع
«شيبة» فقد كان مؤمناً و له سوابق جهادية، إذن فكيف افتخر الإمام علي عليه السلام
بإيمانه و جهاده عليهما و الحال أنهما يتصفان بصفة الإيمان و الجهاد أيضاً؟
و جواب هذا
السؤال هو أن الإمام علي عليه السلام أراد أن يقول لهما أنا أوّل شخص آمنت باللَّه
و برسوله من الرجال و أوّل شخص هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبي الكريم صلى الله
عليه و آله، و أوّل مجاهد في سبيل اللَّه و رسوله، و بهذا فقد سبقهما في الإسلام و
الهجرة و الجهاد، و هذه الفضيلة منحصرة في عليّ بن أبي طالب.
من هذا
السياق للآية الشريفة يتّضح جيّداً وقوع مثل هذه المقارنة بين سقاية الحاج و عمارة
المسجد الحرام من جهة، و بين الإيمان باللَّه و الجهاد في سبيله من جهة اخرى، و
لكن اللَّه تعالى قرّر أنّ هذه المقارنة غير صحيحة و غير سليمة فإنّ الإيمان
باللَّه و اليوم الآخر
[1] مناقب ابن المغازلي: نقلًا عن الغدير: ج 2،
ص 54 و 55.
[2] تاريخ ابن العساكر نقلًا عن الغدير: ج 2، ص
54 و 55.