responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 226

«لما عزم النبي صلى الله عليه و آله على الهجرة إلى المدينة، ترك علي بن أبي طالب في مكّة ليؤدي الديون التي عليه و الأمانات إلى أهلها، و أمره ليلة خرج إلى الغار و قد أحاط المشركون بالدار، أن ينام على فراشه، و قال له: اتشح ببردي الأخضر و نم على فراشي فإنه لا يصل منهم إليك مكروه إن شاء اللَّه، ففعل ذلك علي عليه السلام فأوحى اللَّه تعالى إلى جبرئيل و ميكائيل أني آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟

فاختار كلاهما الحياة، فأوحى اللَّه تعالى إليهما: أ فلا كنتما مثل علي؟ آخيت بينه و بين محمّد فبات على فراشه يفديه بنفسه و يؤثره بالحياة، أهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه، فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه و ميكائيل عند رجليه ينادي:

بَخٍّ بَخٍّ لَكَ يَا بْنَ ابِي طالِبٍ، مَنْ مِثلُكَ؟ وَ قَدْ باهَى اللَّهُ بِكَ مَلائِكَةَ السَّمَاوَاتِ وَ فَاخَرَ بِكَ‌». [1]

فهل يتصور مقام أعلى من هذا المقام؟!

و من هنا ندرك أن الشيعة عند ما يعظّمون أهل هذا البيت و يتبعون أمير المؤمنين عليه السلام فإن ذلك لا يعني التعصّب الأعمى على مستوى‌ الحساسيّة المذهبية بل بسبب مقاماته المعنوية السامية و فضائله الكثيرة.

توصية الآية

كلّ شي‌ء في سبيل نيل رضا اللَّه‌

بالرغم من أن الآية الشريفة كما أشرنا سابقاً، نزلت في ليلة هجرة النبي صلى الله عليه و آله و في شأن الإمام علي عليه السلام، و لكنها كسائر الآيات القرآنية تتضمن حكماً كلياً و عاماً، فمن حيث إن هذه الآية تقع في مقابل الآية السابقة «وَ مِنَ النّاس مَنْ يُعْجِبُكَ ...» فيتضح جيداً أن هذه الطائفة من الناس التي تشير إليها هذه الآية محل البحث تقع في مقابل الطائفة السابقة، و يتمتع أفرادها بصفات و خصائص تقع في النقطة المقابلة لصفات اولئك و خصائصهم،


[1] بحار الأنوار: ج 19، ص 85.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست