responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 217

عَلى‌ تِجارَةٍ» ففي هذه العبارات نفهم أن اللَّه تعالى هو المشتري، و هو الذي يرغّب البائعين إلى بيع متاعهم و بضاعتهم، و لكننا نقرأ في آية ليلة المبيت‌ «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ» و معنى هذه العبارة أن البائع هنا يتقدّم بعرض بضاعته و يبتدأ بالمعاملة. و من الواضح أن التعبير الأدبي في هذه الآية الشريفة أروع و ألطف، لأن الشخص الذي يقدم نفسه على طبق الإخلاص و يعرضها للبيع لا يجد في نفسه رغبة إلّا بعد ترغيب المشتري رغم أن عمله هذا لا يخلو من التقدير بلا شك.

مضافاً إلى ذلك فإنّ الآية محل البحث تبدأ بكلمة «مِنْ» التبعيضية في قوله‌ «وَ مِنَ النّاسِ» أي أن هذا العمل العظيم لا يتمكن من أداءه إلّا بعض الناس في حين أن الآيتين السابقتين تطرح مسألة المعاملة مع اللَّه و المعاوضة بالجنّة و النجاة من النار في إطار عام و شامل‌ «اشْتَرى‌ مِنَ الْمُؤْمِنينَ».

ارتباط آية ليلة المبيت مع الآيات التي قبلها

إذا دققنا النظر في الآيات الثلاث قبل آية ليلة المبيت أدركنا عظمة عمل الإمام علي عليه السلام و مقامه الرفيع عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و في ذلك يقول تعالى:

«وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا».

أي أن بعض المنافقين الذين يتمتّعون بظاهر جميل و خادع عند ما يرونك يظهرون المحبّة و التملق و يتحدّثون بشكل تشعر فيه بالإعجاب في حين أن باطنهم شي‌ء آخر.

«وَ يُشْهِدُ اللَّهَ عَلى‌ ما فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ».

فإن اللَّه تعالى عالم بما يخفي هؤلاء المنافقين المخادعين رغم أنهم يشهدون اللَّه على ما في قلوبهم، هؤلاء الأشخاص ذوو الظاهر الأنيق و الكلام الجميل هم ألدّ [1] أعداء الإسلام و هم منافقون، و تشير هذه الآيات إلى «الاخنس بن شريق» المنافق المعروف الذي يظهر من كلامه غير ما يبطن بحيث إنّ ظاهره و كلامه يجذب كلَّ مخاطب إليه لحسن بيانه و جمال‌


[1] كلمة «لدود» بمعنى شديد العداء، و «ألدّ الخصام» تعني أشدّ الأعداء.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست